ظهرت مشكلة الحدود في منطقة الخليج العربي مع بداية القرن العشرين؛ وكان للاستعمار البريطاني الدور الأكبر في إنشائها، ثم تأجيجها بعد ذلك، وتعد مشكلة الحدود السعودية القطرية أكبر دليل على ذلك؛ ويركز هذا البحث على هذه المشكلة، منذ بدايتها وحتى الاتفاق بين البلدين الشقيقين على حلها، وقد جاء البحث في ثلاثة مباحث تسبقها مقدمة ومبحث تمهيدي وتتبعها خاتمة، وقد تناول التمهيد: العلاقات السعودية القطرية قبيل ظهور مشكلة الحدود ومدى متانتها، وطبيعة علاقة حكام قطر بالملك عبد العزيز، وترحيبهم باستعادته لأملاك أجداده، وكيف حاولت بريطانيا إفسادها، فيما يتناول المبحث الأول: ظهور مشكلة الحدود السعودية القطرية، وعلاقة معاهدة الحماية بين بريطانيا وقطر بهذه المشكلة، ودور شركات التنقيب في تأجيجها، وأبرز المناطق الحدودية التي اختلف عليها، أما المبحث الثاني فتناول: آثار الإرهاصات التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وتأثيرها على المباحثات التي كانت تجري بشأن مشكلة الحدود السعودية القطرية بين كل من السعودية وبريطانيا بوصفها ممثلة للجانب القطري، ثم قيام الحرب وتوقف المباحثات بهذا الشأن، وتناول أيضا استئناف تلك المباحثات عقب انتهاء الحرب، ونتائج تلك المباحثات، فيما تناول المبحث الثالث: الخطوات العملية التي ساهمت في إنهاء المشكلة الحدودية بين البلدين الشقيقين، ابتداء بمؤتمر الدمام الذي عقد في مدينة الدمام في الثاني من جمادى الأولى 1371هـ الموافق 28 يناير 1952م، مرورًا باستقلال قطر عام 1971م الذي ساهم في التقارب بين قيادة البلدين الشقيقين، وانتهاءً بالاتفاق التاريخي للطرفين السعودي والقطري على إنهاء المشكلة الحدودية بالتوقيع على الترسيم النهائي للحدود بين البلدين في المدينة المنورة بتاريخ 26/6/1413هـ، الموافق 20/12/1992م. وقد انتهى البحث بخاتمة تناولت أهم النتائج، ومنها: أن أساس مشكلة الحدود بدأت منذ الاتفاقية التي أبرمها العثمانيون والبريطانيون على الحدود بينهما، والتي حددت بين نجد وقطر وبقية إمارات الخليج، كما أن من النتائج أن بريطانيا كان دورها كبيرًا في إحداث المشكلة الحدودية، وتأجيجها خاصة بعد المغريات التي وجدتها من الشركات العاملة في مجال التنقيب عن البترول، ومنها كذلك أن استقلال قطر قد نتج عنه في النهاية التوقيع على ترسيم الحدود بين البلدين الشقيقين.

The border problem appeared in the Arabian Gulf region at the beginning of the twentieth century. British colonialism had the largest role in creating it, and then fueling it, and the problem of the Saudi-Qatari borders is the greatest evidence of this. This research focuses on this problem, from its beginning until the agreement between the two brotherly countries to solve it.

The research came in three sections. The first section deals with the emergence of the problem of the Saudi-Qatari borders, the relationship of the protection treaty between Britain and Qatar to this problem, the role of exploration companies in fueling it, and the most prominent border areas over which there was disagreement. The second section dealt with the effects of the precursors that preceded World War II, and their impact on the discussions related to the problem of the Saudi-Qatari border between both Saudi Arabia and Britain as a representative of the Qatari side. The third section dealt with the practical steps that contributed to ending the border problem between the two countries, since the Dammam Conference in 1371 AH/ January 1952 AD, passing through the independence of Qatar in 1971 AD, which contributed to the rapprochement between the leadership of the two countries, and ending with the agreement. The historical agreement between the Saudi and Qatari parties to end the border problem by signing the final demarcation of the border between the two countries in Medina 1413 AH / 1992 AD.

The research ended with a conclusion that dealt with the most important results, including that the basis of the border problem began since the agreement that the Ottomans and the British concluded to define borders between Najd, Qatar and the rest of the Gulf emirates. One of the results is that Britain had a major role in creating the border problem and exacerbating it, especially after the temptations it found from companies working in the field of oil exploration. One of the results is that Qatar's independence eventually resulted in the signing of the border demarcation between the two countries.