إن الرواية كفن سردي تتكئ على المتخيل؛ وإن كانت تقبس – في بعض الأحايين – من جذوة الواقع؛ إذ الواقع يعد المرجعية لأغلب الأعمال السردية؛ وهو يمثل المتصور الذهني للأديب المبدع. ورواية جبل حالية كشفت عن تلك التحولات التي كان يحياها المجتمع السعودي في تلك الحقبة الزمنية التي جسدتها أحداثها ، وشفت عن تلك التعرجات التي مر بها المجتمع أوانذاك علوا وهبوطا / ارتفاعا وانخفاضا ، وما قد يخرج عن ذلك السياق والنسق من نتوءات التمرد ، وتمظهراته التي تمثلها بعض تمفصلات الرواية. أما عن الأنساق الثقافية في الرواية فحسب النقد الثقافي: فإن كل نسق ظاهر في الأعمال الأدبية يخفي نسقا مضمراً؛ هو مدار اشتغالات المبدع وقت الإبداع ؛ وبخاصة عند الانزياحات الأسلوبية اللغوية التي هي عماد الأعمال الأدبية؛ والتي تشكل أدبية الأدب ، أو ما يسميه بعض الباحثين المغاربة بالإنشائية ، وكذلك شعرية الشعر. وقد رصد الباحث حوالي أربعين نسقا جزئيا انتظمت في عشرة أنساق عامة ؛ هي ضفيرة الأنساق التي اشتغلت عليها رواية جبل حالية ؛ ومن أهمها:
١- النسق القروي في مقابل النسق المدني .
٢- النسق المحافظ في مقابل النسق المنفتح / المتمرد .
٣- نسق الرضا في مقابل نسق السخط والعنف .
٤- النسق الجمعي في مقابل نسق التفرد / الفردانية .
٥- نسق الآخر في مقابل نسق الذات .
٦- النسق الغرائبي / الأسطوري في مقابل النسق العلمي / المعرفي .
٧- نسق التحول / التحرر / الانفتاح في مقابل نسق الثبات / الجمود / الانغلاق .
٨- نسق الذكورة في مقابل النسق النسوي .
٩- نسق التقاطب / التضاد في مقابل نسق التنوع / التعايش .
النسق السلبي في مقابل النسق الإيجابي.
وبالفعل من خلال مصفوفة تلك الأنساق تشكلت أحداث الرواية ؛ التي جسدت التحولات الجذرية التي عاشتها البلاد ( زمن الطفرة ) أو لك أن تقول : ( زمن الصحوة ) ، وكيف تعامل معها المجتمع السعودي بشرائحة المختلفة جميعها .