تُعدُّ المهاراتُ النَّاعمة للقياداتِ الأكاديمية من القدراتِ الجوهرية المؤثِّرة في كفاءةِ الأداء وفاعليته، وانطلاقًا من هذه الرؤية هدفتْ هذه الدِّراسةُ تقديمَ تصوُّرٍ مُقترَحٍ لتطوير المهاراتِ النَّاعمة للقيادات الأكاديمية، وذلك من خلال تشخيص مستواها لدى هذه القيادات من وجهةِ نظرِ أعضاءِ هيئة التدريس، ومن ثمَّ يتمُّ تحديدُ الأساليب المناسبة لتطويرِها من وجهةِ نظر القياداتِ أنفسها؛ ولتحقيقِ أهداف الدِّراسة تمَّ استخدامُ المنهج الوصفي، وتوظيف الاستبانة والمقابلة لجمع المعلومات اللازمة، وبلغت عينةُ الدِّراسة (391) من أعضاءِ هيئةِ التَّدريس في الجامعات الحكوميَّة ممن استجابوا للاستبانة و(18) من القياداتِ الأكاديمية تمَّ عملُ مقابلات شخصية معهم، وتوصَّلت الدِّراسةُ لعدة نتائج من أهمها: أنَّ مستوى المهارات النَّاعمة للقياداتِ الأكاديمية بالجامعات السُّعوديَّة متوسِّطة بمعدَّل (3.31من أصل 5)، في حين حصلت ثلاثةُ فقط من المهاراتِ النَّاعمة للقيادات الأكاديمية على متوسّطات عالية وَفْقَ استجابات أفراد الدِّراسة وهي (الثقةُ بالنفس، والتأقلُم مع بيئة العمل، وتقديم أنفسهم ومهاراتهم الشخصية)، في حين حصلت بقيةُ المهارات وعددها (20) مهارةً على موافقةٍ متوسِّطة من أفراد الدِّراسة؛ منها: مهارةُ التأثير والإقناع، ومهارةُ التعلُّم المستمر، ومهارةُ الاتصال والتواصل الفعَّال ومهارةُ التفكير الإبداعي والابتكاري. كما توصَّلت النتائجُ إلى أنَّ البرامجَ التدريبية المخطَّطة، والمؤتمرات العلمية، وحلقات النقاش، والتعلُّم الذاتي، والتعلُّم من الأقران هي من أنسب الوسائل لتطوير المهارات النَّاعمة للقيادات الأكاديمية. وبُناءً على ما سبق قدَّمت الدِّراسة تصوُّرًا مُقترَحًا لتطويرِ المهارات النَّاعمة مبنيًا على فلسفةٍ مؤدَّاها أنَّ تطويرَ المهاراتِ النَّاعمة للقيادات الأكاديمية يعني: تقديمَ تجربة تعلُّم مستمر من خلال إطار عمل تدعمهُ منهجيَّات علمية مُخطَّط لها سياقًا وتطبيقَا.
تطويرُ المهاراتِ النَّاعمةِ للقياداتِ الأكاديميَّة في الجامعاتِ الحكوميَّة السُّعوديَّة تصوُّرٌ مُقْترَح
المجلد التاسع
العدد الخامس
مجلة العلوم التربوية
المهارات النَّاعمة
القيادات الأكاديميَّة
16
188