يشّيد السُّكان مساكنهم ضمن حدود بيئتهم العمرانية ورقعتها المبنية؛ وفي ظل ظروفها التي هيأت لنشأتها أثرت عليهم مناحي الحياة المتعددة، منها ظهور المساكن متعددة الأدوار التي يشترك في المسكن الواحد أكثر من أسرة واحدة، فيما بين الأب وأبنائه وأحفاده، وتكاد تتفرد بهذه الظاهرة جميع المراكز العمرانية بالواحة التي تعتمد على أبنائها في النشاط الزراعي السائد، ومن ثم ما تفرضه الظروف الأخرى كالمستوى المعيشي المتواضع الذي لا يُمكّن الأبناء من الاستقلال بمسكن منفرد، إضافة إلى ما يبرزه عامل غلاء أسعار الأراضي التي تصل أسعارها إلى متوسط يتراوح ما بين 500-800 ألف ريال مما يتعذر على الفرد إيفاء مبلغ الشراء، بمساحة تبلغ ما بين 400-600م 2 ، استعانت هذه الدراسة بالمنهج الوصفي والاستنتاجي، كما عالجت آلياتها الإحصائية بالاعتماد على حزمة البرنامج الإحصائي Spss لاختبار الفرضيات وتحليل بيانات الجداول الإحصائية واستخراج الأشكال الكارتوجرافية ببرنامج نظم المعلومات الجغرافية، ومن أهم ما توصلت إليه من نتائج تعدد المساكن والأدوار في المسكن الواحد لأكثر من دورين إلى أربعة أدوار في قرى الواحة، وانعكاسها المباشر على أحياء مدن الحاضرة، من خلال ظهور التوسع الرأسي بإضافة الدور الإضافي وتطويق سقفه بالصفيح المعدني الذي يدل على ضعف وتواضع الإمكانات المادية وانعكاسها على المستوى المعيشي الذي يجعل التعايش مع المسكن الواحد كائنًا.
ملامح المساكن متعددة الأدوار في الحيز الجغرافي -دراسة تطبيقية لواحة الأحساء
المجلد العاشر
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية
المساكن/ متعدد الأدوار/ واحة الأحساء/ القرى/ المدن.
0
103