المقريزيُّ مجاوِرًا بمكَّة (766-845هـ/ 1366-1441م)

2022
المجلد الثالث
العدد الثالث
مجلة الدراسات التاريخية و الحضارية⁩

تتناول هذه الدراسة حياة المقريزي منذ أن وُلد بالقاهرة رغم أنه سُمي بالمقريزي نسبةً لحارة المقارزة ببعلبك، وما إن وصل عمره العشرين حتى التحق بالخدمة الحكومية في ديوان الإنشاء بالقلعة، وهذه الوظيفة لا يعمل بها إلّا أصحاب التفوّق الثقافي. وأخذ المقريزي في التدُّرج الوظيفي إلى أن أصبح محتسِبًا للقاهرة ووجهها البحري، بتعليماتٍ من السلطان برقوق، وهذه الوظيفة أطلعت المقريزي على كافة شؤون الحياة، مما جعله يؤلف عدّة مؤلفاتٍ، مثل: كتاب (إغاثة هذه الأمة بكشف الغمة) وكتاب (شذور العقود في ذكر النقود) وكتاب (الأكيال والأوزان الشرعية)، ثم تولّى بعد ذلك وظيفة التدريس في جامع الحاكم الفاطمي، ثم الخطابة، ثم تولى القضاء في دمشق، وعندما رجع إلى القاهرة اعتزل العمل الحكومي، واشتغل بالعلم والتدريس، وهذه المرحلة فاصلةٌ في حياة المقريزي. وأصبح ملِك نفسه، فأخذ في الترحال لتحصيل العلم، فكانت وجهته مكة عام 834ه/1431م، حيث علماء الحديث والفقه والسيرة النبوية، وفي عام 839ه/1435م عمل المقريزي بتدريس الحديث والسيرة النبوية والتأليف.

     وتُقدِّم هذه الدراسة مشاهدات المقريزي على درب الحاجِّ وداخل مكة، فقدَّم المقريزي رؤيةً ثاقبةً لما يجري على درب الحاجّ المصري؛ فكان خير شاهدٍ، كما كان تواجده في مكة خير دليلٍ على مشاهدته بها، فقدَّم صورةً صادقةً لشيوخه الذين أخذ عنهم، وكذلك الشيوخ الذين أخذوا عنه، فأظهر المقريزيُّ للباحثين عددًا كبيرًا مِن العلماء، سواءً كانوا أصدقاءه أو علماءه، كما قدَّم صورةً صادقةً للحياة الاجتماعية بمكة، وفي نهاية الدِّراسة قدَّمت الباحثة المؤلَّفات التي وضع خطوطها العريضة أثناء مجاورته، حيث استغل وجوده مستفيدًا مِن الحشد العظيم في الحجّ مِن كافّة أرجاء العالم الإسلامي، وهذه المؤلَّفات كتبها المقريزي في أُخريات حياته، وعندما رجع إلى القاهرة استكمل ما جمعه مِن مادَّةٍ علميَّةٍ وأخرجها في كُتيِّباتٍ.

البحث الثالث-1_0.pdf
0
27