العناية بالأطفال في مصر القديمة خلال عصر الدولة الحديثة - دراسة تاريخية أثرية

2022
المجلد الثالث
العدد الثالث
مجلة الدراسات التاريخية و الحضارية⁩

حظيت العناية بالأطفال في مصر القديمة بطابع فريد اتسم بالعطاء والتنوع، وبرزت قيمته في النصوص والنقوش وتوجيهات الحكماء المصريين القدماء، التي أظهرت صورة جلية واضحة  عن اهتمام الأسرة بإنجاب أطفالٍ أصحاءَ، والعناية بهم؛ إذ اهتم الطبُّ المصري القديم بالحمل، وتعددت الوصفات للإنجاب والعناية بالأم منذ بداية حملها وتغذيتها والحرص عليها وتهيئة مكان مناسب لولادتها، وأحاطتها بعدد من الطقوس والمعبودات لحمايتهما معًا، والحرص على رضاعة مولودها لضمان صحته وتقوية مناعته مع إيجاد فرص لتقليل الإنجاب لدى المرأة، وتنوع  بدائل  الحليب من حليب الأبقار أو الماعز إذا تعسرت الرضاعة لسببٍ ما،  ثم إطلاق اسم عليه يعبر عن هُويته وشخصيته حسب ما تنطق به الأم عند ولادتها .

وببلوغ الطفل الثالثة تطرأُ تغيراتٌ عليه، سواءً من حيثُ شكله أو تغذيته، حيث يتغذى على الأكل الصلب، من سيقان البردي، أو الفواكه والحبوب، كما حرصوا على وقايتهم من الأمراض التي تنوعت مثل: (سلس البول، التسنين، أمراض الشعب الهوائية، والقيء والإسهال) ومعالجة تلك الأمراض بأعشاب أو تمائم ورُقىً لحمايته من الأرواح الشريرة.

يدرب الطفل في هذه المرحلة على حرفة مناسبة لمرحلته العمرية، ويشترك في بعض المهن البسيطة التي يستطيع أداءها. وقد تجسدت معاني العناية بتلك الشريحة كمكون رئيس من دعائم المجتمع المصري القديم تعكس سيكولوجية الطفل في عصر الدولة الحديثة في مصر القديمة.

البحث الأول.pdf
4
227