التكالب الاستعماري على سنغافورة وأثره في التطورات السياسية الداخلية (1942-1965)

2022
المجلد الثالث
العدد الثاني
مجلة الدراسات التاريخية و الحضارية⁩

شهدت سنغافورة صراعًا مريرًا بين البرتغاليين والهولنديين منذ القرن السابع عشر، لاسيما بعد وصول البرتغاليين إلى المنطقة في مطلع القرن السادس عشر واحتلالهم جزيرة ملقا عام 1511، وتوسيع تجارتهم البحرية هناك، إلى أن وصل الهولنديون، ووجدوا موطئ قدم لهم هناك منذ عام 1602، وباتوا يشكلون خطرًا حقيقيًا لنفوذ البرتغاليين هناك، ناهيك عن دخول دول أوربية أخرى سباق المنافسة المحمومة، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا وغيرهما.

شهدت المنطقة تطورًا ملحوظًا في عام 1819، عندما أسست شركة الهند الشرقية سنغافورة الحديثة التي تحولت إلى مستعمرة مهمة للتاج البريطاني لاحقًا، وبدأت تأخذ شكل الدولة شيئًا فشيئًا، واستمر الوضع على ما عليه أكثر من قرن، دون حدوث أي تطورات مصيرية فيما يخص الوضع الداخلي في سنغافورة والتكالب الاستعماري حولها.

أصبحت سنغافورة ضحية الأحلام التوسعية اليابانية نتيجة التوسع أثناء الحرب العالمية الثانية، إذ احتلت القوات اليابانية سنغافورة بالقوة في عام 1942، ودمرت المرافق الخدمية فيها إلى أن خرجت مهزومة في الحرب العالمية الثانية عام 1945، ومع أن بريطانيا عادت لحكم سنغافورة إلا أن الوضع كان كارثيًا، الأمر الذي دفعها إلى منح الجزيرة حكمًا ذاتيًا شبه مستقل، وكانت انتخابات عام 1959، أبرز تطور داخلي شهدته في تلك المرحلة.

دخلت سنغافورة تجربة جديدةً، تمثلت في التجاوب الإيجابي مع دعوات رئيس الوزراء الماليزي الأمير عبد الرحمن تونكو بتوحيد الولايات المتقاربة في المنطقة، وفي مقدمتها ماليزيا وسنغافورة في عام 1961، ومع أن التجربة الوحدوية نجحت أول الأمر، إلا إنها أخفقت في عام 1965، نتيجة عوامل كثيرة، لتعود سنغافورة دولة مستقلة مرة أخرى، وتدخل بذلك مرحلة جديدة من تاريخها الحديث والمعاصر.

البحث الخامس.pdf
2
83