تمثل دراسة وتصنيف الخصائص السكانية (الديموغرافية) أهمية كبيرة باعتبار أن السكان هم الهدف والغاية للتنمية، ومنهم وإليهم توضع الخطط والبرامج الاقتصادية والاجتماعية التي تهدف لتحسين أنماط حياتهم بشكل مستدام، ونظرا لما طرأ من تغيرات تنموية شهدتها المملكة منذ بداية خطط التنمية 1970م، ودخول البترول بوصفه قوة اقتصادية أسهمت في تنوع وبروز خصائص سكانية جديدة استجابة للتحولات التنموية الحضرية والريفية بمناطق المملكة العربية السعودية ومنطقة عسير على وجه الخصوص والتي لها ارتباط مباشر بالتنمية السكانية، ولفهم طبيعة هذه التغيرات وتأثيراتها تم تحليل عدد من المؤشرات السكانية بمنطقة الدراسة تضم (20) متغيرا تم معالجتها باستخدام أسلوب التحليل العاملي للكشف عن علاقتها ودورها في التنمية المستدامة بمنطقة الدراسة، وقد أظهرت النتائج وجود عاملين مهمين: الأول بجذور كامنة تبلغ (75.930) ونسبة تباين (87،434%)، والعامل الثاني بجذور كامنة مقدارها (93,607) ونسبة تباين (10,779%)، وتبين وجود علاقات ارتباطية قوية وضعيفة جاءت متباينة ضمن العوامل المشتقة أسهمت في توزيع الخصائص السكانية وتباينها المكاني بين المناطق الحضرية والريفية في منطقة عسير، وقد أكدت الدراسة أهمية وضع البرامج والخطط التنموية الشاملة والمتكاملة محليا وإقليميا، ودعم تنفيذها وفق متطلباتها التنموية من الخدمات اللازمة للتنمية السكانية؛ مما يعزز أهمية منطقة عسير بوصفها مركزا وطنيا، يسهم في تجاوز التحديات للوصول إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030م.
تحليل وتصنيف الخصائص السكانية وعلاقتها بالتنمية المستدامة في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية
المجلد الحادي عشر
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية
التحليل العاملي، الخصائص السكانية، التنمية المستدامة، منطقة عسير