هدف البحث إلى الكشف عن الفروق في التمكين النفسي لدى الموظفات الإداريات في الجامعات السعودية التي ترجع إلى اختلاف الفئة العمرية والمستوى التعليمي وسنوات الخبرة الوظيفية ومقدار الدخل الشهري من الوظيفة. وكذلك إلى الكشف عن طبيعة العلاقة بين الصحة النفسية وكل بُعد من الأبعاد الأربعة للتمكين النفسي، وإمكانية التنبؤ بالصحة النفسية من خلال التمكين النفسي، وتحديد أي من أبعاد التمكين النفسي أقوى من غيرها في تنبؤها بالصحة النفسية.
تكونت العينة من (810) موظفة إدارية بالجامعات السعودية الحكومية: امتدت أعمارهن من (20) إلى (56) عامًا، بمتوسط عمر (36.97 عامًا) وانحراف معياري قدره (7.53 عامًا)، وكان (73.3%) منهن من الحاصلات على الشهادة الجامعية، و(43.8%) من ذوات الخبرة الوظيفية (من 5 إلى أقل من 10 سنوات)، و(65.9%) من ذوات الدخل الشخصي من الوظيفة (من 5000 إلى أقل من 10000 ريال).
أظهرت النتائج أنه كلما ارتفع العمر، وكلما ارتفععدد سنوات الخبرة الوظيفية، وكلما ارتفع مقدار الدخل الشهري من الوظيفة، ارتفع مستوى التمكين النفسي، بينما كلما ارتفع المستوى التعليمي انخفض التمكين النفسي.كما بينت النتائج وجود ارتباط موجب دالّ إحصائيًا (عند مستوى 0.01) بين الصحة النفسية وكل بُعد من الأبعاد الأربعة والدرجة الكلية للتمكين النفسي، وأنه يمكن التنبؤ بالصحة النفسية من خلال التمكين النفسي، وأنه توجد أبعاد للتمكين النفسي أقوى من غيرها في التنبؤ بالصحة النفسية، حيث وُجِدَ أن بُعد (التأثير) أقوى هذه الأبعاد في التنبؤ بالصحة النفسية، يليه في المرتبة الثانية بُعد (الكفاءة)، وأحتل بُعد (المعنى) المرتبة الثالثة، أما بُعد (الاختيار) فقد احتل المرتبة الرابعة والأخيرة من حيث قوة التنبؤ بالصحة النفسية لدى الموظفات الإداريات في الجامعات السعودية.
وتمت مناقشة النتائج وتفسيرها في ضوء نتائج الدراسات السابقة، والإطار الثقافي الاجتماعي لعينة البحث. واختتمت الباحثة بمجموعة من التوصيات والدراسات المقترحة.