تشكل الذات الشاعرة بتشكيل الآخر لها في قصيدة (لاعب النرد) لمحمود درويش

2018
المجلد الخامس
العدد الأول
مجلة العلوم الإنسانية

 انطلقت الدراسة من فرضية مؤداها أن آخر قصيدة كتبها الشاعر محمود درويش، وعنونها ب"لاعب النرد"، شهدت تحولا بنائيا جديرا بالمساءلة النقدية؛ حيث استجلبت إلى نسيجها الآخر الضد - الموسوم بمقابلة تكوينه وموقفه لتكوين وموقف الشاعر الجمالي - ليملي على الذات الشاعرة كيف تتشكل في خطابها الشعري - وفق قانونه - هامشية، متصارعة، وليس ليعلن امتثاله لسلطتها الفنية، كما عودتنا في  قصائدها السابقة. وقد أملت طبيعة الموضوع على الباحث الاستضاءة بآلية الخطاب الشعري - وفق تنظيرات الناقد الفرنسي هنري ميشو نيك - الموسومة في استنطاقها للنص بمراعاة علاقته البنائية بالذات الشاعرة. شرعت الدراسة مسارها في التحق من أن الذات الشاعرة قد شكلت ثلاثة من مستويات تكوينها في قصيدة "لاعب النرد" بتشكيل هذا الأخر لها – أو وفق قانونه – وهذه المستويات هي: مكان إقامتها، ونسيجها الاجتماعي، وعلاقاتها الشخصية. بعدها کشف البحث عن الدواعي المتجه لهذا التحول البنائي اللافت للانتباه – الذي شهده بثيه قصيدة "لاعب النرد" والمتمثلة بخلاصة مؤداها : أن للانكسارات التي تلحق بالذات الشاعرة داخل النص صلة وثيقة بتجربتها الجسدية لحظة الكتابة خارجه؛ فقد كتب محمود درويش هذي القصيدة قبيل وفاته، وجسد يشهد سقوطه، واحتضاره؛ فجاءت وكأنها اعلان عن انهياره بين هذا الآخر الضد من ناحية، والموت من ناحية ثانية، بخلاف جل القصائد القديمة التي كتبها وهو في مراحل سلامته الجسدية؛ فتضمنت قوة نيته قابله المشكل في بنية

المجلد 5- العدد 1-37-62.pdf