هَدفتْ هذه الدِّراسة  التَّعرُّف إلى أبعادِ القيادة المتسامية في السِّيرة النَّبوية الشَّريفة في ضوء غزوة الخندق من خلال استظهار تطبيقاتِها التَّربوية وتحقيق مناطاتِها في المؤسَّسات التَّعليمية المعاصرة؛ ولتحقيقِ هذا الهدف أعدَّت الباحثةُ قائمةَ تحليل تكوَّنت من (55) فِقرْةً توزَّعت أبعاد القيادةِ المتسامية والمتمثِّلة في أربعةِ أبعاد هي: (القيم والسُّلوك، والعلاقات الإنسانية، والتَّوجيه والتَّعليم والرُّؤية المستقبلية والأمل) مستخدمةً في ذلك المنهج الوصفي التَّأصيلي. واقتصرت الدِّراسةُ على تحليل كتب السِّيرة النَّبوية التي تناولت غزوةَ الخندق (سيرة ابن هشام، واللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون، وهذا الحبيب محمد رسول الله ﷺ، يا محب). وأظهرت النَّتائجُ أن بُعدَ (العلاقات الإنسانية) كان أحد معالم القيادة المتسامية البارزة للقيادة النَّبوية بنسبةٍ مئوية بلغت (44.21)، تلاه بُعدُ (الرُّؤية المستقبلية والأمل) بنسبةٍ مئوية بلغت (26.32) ومن ثمَّ بُعدُ (التوجيه والتَّعليم) بنسبةٍ مئوية (15,79) وأخيرًا بُعدُ (القيم والسُّلوك) بنسبةٍ مئوية بلغت (13,68)، وبناءً على نتائج البحث أوصت الباحثةُ بتضمين أبعاد القيادةِ المتسامية في مناهج التَّربية الاسلامية فيما يتعلق بغزواتِ الرَّسولِ ﷺ؛ ووضع مُقرَّر خاص بالقيادة - يكون ضمن فصوله القيادة النَّبوية - يُدرَّس لطلبة السنة التَّحضيرية بالجامعات السُّعودية؛ وعقد ورش عمل تدريبية لمديري مدارس التَّعليم العام ومديراتها حول مهاراتِ القيادة النَّبوية المتسامية؛ بالإضافة إلى إجراء مزيدٍ من الدِّراسات حول القيادةِ المتسامية في الغزوات الأخرى التي قادها رسول الله ﷺ.