قراءة مفاهيمية لعلاقة البلاط السياسي بالكتابات التاريخية الإسلامية في القرون الخمسة الأولى للهجرة (ق ٧ –١١ م)

2022
المجلد الثالث
العدد الثالث
مجلة الدراسات التاريخية و الحضارية⁩

يطرح البحث سؤالًا هو هل كانت هناك حاكمية للبلاط السياسي على المعرفة التاريخية في التاريخ الإسلامي خلال القرون الخمسة الأولى؟ أي هل ظهرت الكتابات التاريخية وتطورت كنتاج لرغبة البلاط السياسي في إنتاج نوع معين من المعرفة. ثمة دراسات معاصرة تطرقت للعلاقة بين التأريخ والبلاط، أو تأثير السياسة على نشأة التأريخ وتطوره، وقد رصدنا أبرزها وتقسيمها حتى تكون نتائجها نقطة انطلاقة لرؤيتنا البديلة للموضوع.

ومن أجل فهم العلاقة المتشابكة والمعقدة بين الطرفين (التأريخ والبلاط السياسي)، تقدم هذه الورقة شبكةً من المفاهيم التحليلية التي تم وضعها في سياقها الزمني التاريخي (تحديدًا الاجتماعي والمعرفي والسياسي) حتى تساعدنا على فهم العلاقة بين البلاط السياسي وكتابة التاريخ. ومن المفاهيم المقترحة في هذه الدراسة هي: ثقافة البلاط، والوظيفة المجتمعية المعرفية، وماهية المؤرخ، والتأريخ الأيديولوجي، والتأريخ التاريخي والتأريخ التمثيلي، والتأريخ التجسيدي، والجغرافية التأريخية السياسية. قادتنا هذه الشبكة المفاهيمية إلى القول إن كتابة التاريخ في التاريخ الإسلامي في تلك الفترة لم تكن خاضعةً تمامًا للبلاط السياسي أو مستقلة تمامًا عنه، وإنما كانت ممارسةً معرفيةً خاضعةً للبيئة الاجتماعية والثقافية والسياسية في الفترة الزمنية التي ظهرت فيها هذه الكتابات. إن الشبكة المفاهيمية التحليلية المقترحة في هذه الدراسة تسعى إلى عدم الإغفال عن الطبيعة التاريخية للكتابة التاريخية والبلاط السياسي، وبالتالي تغيرت وتبدلت العلاقة بينهما، وهذا الأمر قد يساعدنا في عدم الدخول في شَرك التعميمات المطلقة والمختزلة لهذه الظاهرة التاريخية المركبة.

البحث الثاني-1.pdf
68
286