عُنيَتْ هذه الدِّراسة بدراسة متن رواية ابن إسحاق عن وفادة الأزد بزعامة صُرَد بن عبد الله الأزديt من بلاد الأزد إلى المدينة المنوَّرة، في ضوء استقراء البحوث والمكتشفات الأثريَّة، وقد هدفت الدِّراسة إلى إبراز أهمِّية ما تحويه نصوص الوفود من معلومات تُفيد المؤرخين في استقصاء حقائق النُّصوص أمام واقع المكتشفات الأثريَّة؛ لفتح باب الكتابة التَّاريخيَّة في هذا المجال بشواهد الأثر الملموس، بعيدًا عن تأويل النَّص من خلال الاجتهاد الشَّخصي.
وجاءت الدِّراسة في مُقدِّمة تناولت أهمِّية الموضوع والدِّراسات السَّابقة وخطَّة الدِّراسة وحدودها، ثم التَّمهيد الذي تناول فيه الباحث التَّعريف بالوفود وزمن قدومها وأهدافها، ثم قسَّم الباحث بحثه إلى ثلاثة مباحث: الأول قدم فيه دراسة نقدية لمتن النَّص، والثَّاني درس فيه أسباب قتال الأزد لأهل جُرش، والثَّالث كان نقدًا للنَّص من خلال الكشوف الأثريَّة، ثم خُتم البحث بأهم النتائج، والتي منها:
إن كثيرًا من المؤرخين في المصادر والمراجع نقل سردًا عن أصل خبر ابن إسحاق موضوع الدِّراسة، وإن رواية ابن إسحاق معلقة وفيها تناقض في متنها مما يخالف نص كتاب الله تعالى ومنطق رسوله (ص)