يعنى هذا البحث باستجلاء ظاهرة التفنُّن في القرآن الكريم ، ممهِّداً لذلك بالحديث عن مفهومه وتحقيق القول فيه، متبعِاً ذلك التمهيد بثلاثة مباحث تتناول القول بوجوده في القرآن مع بيان مدى شيوعه فيه ، ثم موقف العلماء منه، مع التركيز على الجوانب المتعلِّقة بإثبات الظَّاهرة هذه من أقوال العلماء ، والاختلاف في عدِّ التفنُّن غرضاً بلاغياً بذاته في القرآن ، وأخيراً علاقة هذه الظَّاهرة بقضية الإعجاز متبعاً في ذلك المنهج الوصفي التحليلي ، مما قاد إلى عدد من النَّتائج من أبرزها أنه لم ترد لفظة التفنُّن بوصفها مصطلحاً في كتب البلاغيين، وإن وردت هذه اللَّفظة ومشتقَّاتها في بعض مؤلَّفات القرن الثَّالث الهجري ، مقترنة بالاقتدار على تنويع الأساليب. كما كثر قول المفسِّرين بوجود التفنُّن في أسلوب القرآن، ابتداء من القرن السَّادس الهجري . كما شاع ذكر التفنُّن مرتبطاً ببلاغة القرآن عند المتأخِّرين. كما بينت الدراسة أنَّ التفنُّن غرض بلاغي مفهوم مما ورد في نُقول عن العلماء. والتفنُّن من وجوه الإعجاز إذ به يتحقَّق معنى تحدِّي العرب بما في لسانهم ، ليظهر عجزهم فيما يحسنون. كما بينت الدراسة تفرد أسلوب القرآن على أساليب العرب بما فيه من التفنُّن المعجز، وأخيراً، القول بأنَّ التفنُّن وجه من وجوه الإعجاز البلاغي ، يؤكِّد حقيقة أنَّ وجوه الإعجاز في القرآن غير محدودة .
ظاهرة التفنن في النص القرآني
المجلد الثامن
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية
.
11
173