تتجاوز أطروحة التوليد الدلالي مفاهيم الشعرية والأسلوبية التي تدافع عن تفرد الخطاب الشعري وانزياحه لترتبط نسقيّا بالدلالة اللسانية والدلالة المعرفية اللتين تدمجان الشعرية ضمن مختلف الخطابات بما فيها الخطاب السياسي الذي ينتج عوالمه المتعددة بالتوازي مع إنتاجه للوقائع والأحداث المتعددة.
ومن ثم فوظيفة التعدد المعنوي في الخطاب السياسي هي بناءُ الواقع كما يتمثله المتكلم والمتلقي بالتوازي مع بناء وإنتاج ملفوظات الخطاب.
وعليه نحلّل- دلاليًّا- بنية خطابات الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- انطلاقًا من عوالمها المتعددة الحمّالة لمعانٍ تؤسس لرؤيا استراتيجية كما تؤسس بالتوازي لنشأة جيل شبابيّ جديد، ونسق ذهني بأحلام مشروعة متجددة بناء على استعارات جبل طويق.
إنه البناء الموازي عبر الخطاب لمجتمع سعوديّ جديد لا يتخلى عن قيمه الإسلامية الثابتة، ومكتسباته القديمة، كما ينخرط في أسس العصر ومتطلباته الراهنة والمستقبليّة، انطلاقًا مما سبق عالجنا قضية المعنى وانشطاره في خطابات الأمير محمد بن سلمان مستثمرين مفاهيم لسانية دلالية من قبيل التحول البلاغي، ومستويات المعنى الاستبدالية والأوسع والأقصى، وهو ما مكننا من تتبع انشطار استعارة" جبل طويق" إلى معانٍ متوازية متعددة تبني رؤيا ومجتمعًا جديدين في الآن ذاته