يعتبر الربع الأول من القرن العشرين بالنسبة إلى الوطن العربي والجزائر خاصة نافدة للتفتح على حركة الإحياء والتحديث في المشرق العربي، فإذا كان التاسع من شعبان سنة 1334هـ (10 حزيران 1916م)،وهو اليوم الذي أعلنت فيه الثورة العربية الكبرى وبدء النهضة العربية، فإن النهضة أبعد من ذلك عهدا وأعمق جذورا، غير أن الثورة قد أعلنت عنها وجسدتها، فاقترنت بها وغدت تاريخا لها، وكانت المنطلق الذي أدى إلى ظهور العرب مجددا على مسرح التاريخ كأمة ذات شخصية أصيلة مبدعة، متمسكة بحريتها واستقلالها. بدأت الجزائر تعيش حركة فكرية شبه متواصلة مع الأقطار الإسلامية الأخرى،فمنذ مستهل القرن العشرين وبالرغم من الحصار المضروب على المنطقة من طرف المحتل الفرنسي من محاولة طمس دينها ولغتها، استطاعت النخبة المثقفة الجزائرية أو النخبة النيرة أن توثق صلاتها الثقافية مع المشرق العربي الذي كان يعيش أزهى فترات عطائه الفكري، و تجلت بذلك بوادر العلاقة التأثيرية بين الشرق والغرب الإسلامي.
الثورة العربية / النهضة بعيون النخبة المثقفة الجزائرية "الانتلجنسيا"
المجلد الثاني
العدد الأول
مجلة الدراسات التاريخية و الحضارية
النهضة
الثورة العربية
النخبة المثقفة
الجزائر
الانتلجنسيا
المشرق العربي
10
170