بانتهاء دور المربية مع الطفل يُسلم إلى البيداجوج الذي كان رفيقًا دائمًا له طوال فترة طفولته وأحيانًا استمر معه حتى مرحلة بلوغه. كما كان مربيه الفاضل، وحارسه الشخصي، ومرشده في الحياة، وقد ارتبط الطفل بالبيداجوج أكثر من أي شخص آخر. لكن هذه العلاقة لم تكن مثالية دائمًا؛ فأحيانًا استشهدت النصوص الأدبية بقسوة البيداجوج.
اكتسب البيداجوج الإغريقي شهرة لكونه ناضجًا وكبيرًا في السن. وقد كتب معظم الكُتاب عنه بإعجاب، وذكروا أن كثيرين منهم حصلوا على حريتهم نظير خدمة رعايتهم للأطفال، حتى وإن لم يحصلوا على الحرية، مُنح بعضهم مناصب شرفية وبقوا جانب الأطفال الذين قاموا برعايتهم لسنوات عديدة، وهو ما يؤكد أن العلاقة بين البيداجوج والطفل كانت فريدة من نوعها.
كان البيداجوج في الأصل بعيدًا عن وظائف المعلم أو السيد، ومع ذلك، فإن ظهور وظيفة "البيداجوجية" صاحب التطور التاريخي لدولة المدينة اليونانية. وبهذا كان للبيداجوج دور رئيس في بناء دولة المدينة بجانب دوره الأسري الفعال.