هذه القصيدة من عيون الشعر العربي التي اشتهر بها أبو فراس الحمداني، وهي عند بعض النقاد تعدل ديوانًا كاملًا؛ لأنها اشتملت على أغراض بلاغية كثيرة، كالاعتزاز بنفسه، والفخر والإعجاب بها، والحزن والتحسُّر، والتهكم والسخرية والتحقير، والتحذير والتهديد، وقد صاغها في شكل حوار وغزل وفخر، ومنحها من فيض مشاعره والتماعات مواجيده وأحاسيسه طاقة فنية وإيقاعية رائعة، مستخدمًا في ذلك أساليب الالتفات، والاستعارة بنوعيها، والكناية، وغيرها من الأساليب البلاغية، فجاءت القصيدة مفعمة بكبرياء العربي الذي يظهر التجلد أمام خصمه وعدوه ويبطن ما يشعر به الإنسان في لحظاته الطبيعية التي جُبل عليها في المواقف الصادمة والظروف القاسية، حتى لا يظهر بمظهر الضعيف المنكسر. وقد كان منهجي في هذه الدراسة أن أنتقي من أبيات القصيدة ما يظهر فيه جليًّا معاني الإباء والأنفة في المفردات والصياغة والتراكيب والمعاني والألفاظ، وأحلل ذلك تحليلًا بلاغيًّا، مع إعطاء تقييم لهذه الصور البلاغية.
الإباء والأنفة في شعر أبي فراس الحمداني قصيدة «أراك عصي الدمع» أنموذجًا دراسة بلاغية تحليلية
المجلد التاسع
العدد الأول
مجلة العلوم الإنسانية
إباء
أبو فراس
أَنَفَة
دراسة بلاغية
44
334