تتناول هذه الدراسة دور النورمان في الحملة الصليبية الأولى من خلال مشاركة مختلف عناصرهم سواء من نورمانديا شمال فرنسا أو نورمان جنوب إيطاليا. وجاءت هذه المشاركة فيما عرف أولا بحملة العامة تحت قيادة والتر المفلس، ثم في حملة الأمراء فكان منهم، الأمراء والنبلاء والفرسان والقساوسة. كما ساهم النورمان في التراث التاريخي للحملة من خلال عدد من المصادر التاريخية التي تركها مؤرخو الحملة من النورمان. هذا بالإضافة إلى الدور العسكري والقيادي لأمراء النورمان ونبلائهم، والذي برز من البداية أثناء وجود الحملة في القسطنطينية ثم في نيقية، وأثناء الكثير من المعارك التي جرت بين الصليبيين والمسلمين، في ضورليوم وهرقلة وإقليم قليقيا، وأثر ذلك على وجود الأرمن في ذلك الإقليم ثم المعارك التي دارت حول أنطاكية، ومعرة النعمان وعرقة، والاستيلاء على بيت المقدس ومعركة عسقلان وإقليم الجليل، ومعركة حران الحاسمة في نتائجها وآثارها، وصراع النورمان مع المسلمين حول حلب لتوسيع حدود إمارة أنطاكية، كذلك صراعهم مع البيزنطيين في إقليم قليقيا، واللاذقية وأخيرا صراعهم ضد البروفنسال. مما يعكس مدى التأثير النورماني على مصير الحملة.