يعتبر البحث إسهاما رائدا في سوسيولوجيا الهجرة والنزوح في السياق غير الغربي، وتحديدًا في المملكة العربية السعودية؛ حيث تهدف هذه الدراسة إلى تحليل السياسات التي انتهجتها المملكة العربية السعودية في التعامل مع الأزمة السورية التي اندلعت شرارتها الأولى في منتصف مارس من عام 2011، وتقييم مدى فاعليتها في تخفيف معاناة اللاجئين وتعزيز اندماجهم الاجتماعي ضمن المجتمع السعودي، مع تقديم مقارنة نقدية لتجربتي تركيا وألمانيا في هذا السياق، كما تسعى الدراسة إلى تقديم توصيات عملية قابلة للتطبيق لتحسين سياسات الاستضافة والاندماج. واعتمدت الدراسة على المنهجين: الوصفي التحليلي، والتاريخي التحليلي، بهدف تتبع تطور استجابة المملكة للأزمة السورية، وتحليل السياسات والآليات الاجتماعية والإدارية التي اتبعتها المملكة بالمقارنة مع النماذج الأخرى. استندت الدراسة إلى مراجعة وثائقية نقدية شملت التقارير الحكومية، والوثائق الرسمية، والدراسات العلمية ذات الصلة. وقد أظهرت النتائج أن العوامل الثقافية المشتركة، والاستقرار الأمني، وشبكات الدعم الاجتماعي ساعدت على جذب السوريين إلى المملكة العربية السعودية. وترى الدراسة أن النموذج السعودي يُعد فريدًا في دمج الوافدين وعدم معاملتهم كلاجئين في مخيمات، وتُبرز نتائج الدراسة الحاجة الملحّة لتوثيق هذه التجربة ضمن إطار مؤسسي أكاديمي شامل بما يكفل تعميم الفائدة منها ونقلها بوصفها نموذجا معرفيا يُحتذى به في السياقات العربية والدولية.