تكمن أهمية دراسة العمران الريفي في فهم ديناميكيات التغيير، وتوجيه سياسات التنمية الريفية المستدامة، وحماية البيئة وتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية، وإدارة الموارد المتعلقة بالزراعة والبنية التحتية، وتحسين جودة حياة سكان الريف. ويهدف البحث لتحليل تطور العمران الريفي وتوزيع القرى في محافظة خليص بمنطقة مكة المكرمة، ولتحقيق هذا الهدف اعتمد البحث في تتبع تغير العمران الريفي على مرئيتي لاندسات (5) بالمستشعر (TM) الملتقطة عام 2000م، ولاندسات (9) بالمستشعر (OLI_TIRS) الملتقطة عام 2024م، وتم الحصول عليها من موقع المساحة الجيولوجية الأمريكية. وعلى طبقة رقمية (Shapfile Points) في تحليل أنماط توزيع القرى، واستخدم البحث عددًا من أدوات التحليل المكاني في بيئة نظم المعلومات الجغرافية لتحليل توزيع القرى والعمران الريفي في المحافظة 2024م. وأظهرت نتائج تحليل تطور العمران الريفي في محافظة خليص إلى زيادة مساحة العمران الريفي بنحو 21.27 كم2 خلال 24 عامًا ممتدة بين 2000 - 2024. كما أكدت نتائج تحليل توزيع كل من العمران الريفي كظاهرة مساحية والقرى كظاهرة نقطية عن عدم تطابق مواقع الوسيط والمتوسط المكاني والظاهرات المركزية لكل منهما، وعدم تساوي نسب مساحة العمران والقرى ضمن المسافات المعيارية على الانحرافات الثلاثة، فضلاً عن عدم التطابق الكلي لاتجاه توزيع كل من العمران الريفي والقرى. في المقابل توصلت نتائج البحث إلى تطابق أنماط توزيع كل من العمران الريفي والقرى، حيث اتخذ كل منهما نمط توزيع متجمع أو متكتل وفقًا لنتائج مؤشري الجار الأقرب والارتباط الذاتي المكاني. وكشف تحليل الحرم المكاني اختلافًا في المتوسط المكاني لبُعد العمران الريفي (3.6 كم) عن القرى (5.8 كم). وتوصلت نتائج تحليل كثافة القرى عن تراوحها بين 0 إلى 0.051 قرية/ كم2، بمتوسط مكاني لكثافة القرى على مستوى المحافظة بلغ 0.012 قرية/ كم2، مما يدل بشكل عام على انخفاض كثافة القرى. كما تباينت مساحة نفوذ القرى بسبب عدم انتظام توزيعها، والتي تراوحت بين 2.29 كم2 جنوب المحافظة إلى 440.29 كم2 شمال المحافظة، ويرجع ذلك لمحدودية الموارد، بمتوسط مكاني لمساحة نفوذ القرى بمحافظة خليص بلغت نحو 10.12 كم2. ويعتبر هذا البحث الأول على مستوى المملكة العربية السعودية الذي تطرق لمقارنة الخصائص التوزيعية الكمية للقرى والعمران الريفي.