تجديد البلاغة العربيّة في المملكة العربيّة السعوديّة مشروع البلاغة الكونيّة عند سعود الصّاعدي أنموذجًا

2025
المجلد الثاني عشر
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية

يتناول هذا البحث مشروع البلاغة الكونيّة عند سعود الصّاعدي، بوصفه أحد أبرز محاولات تجديد الدّرس البلاغيّ في المملكة العربيّة السعوديّة. ويهدف إلى الكشف عن أصول المشروع ومنطلقاته؛ للإسهام في إثراء وتطوير البحث البلاغي والنقدي العربي. وينطلق البحث من تساؤلات رئيسة، وهي: ما المقصود بالبلاغة الكونيّة؟ وما أهم الرّوافد المعرفيّة والفكريّة التي أسهمت في تشكّل مشروعه؟ وكيف تجلّت تصوّراته النّظريّة في التّطبيق؟

واعتمد البحث ثلاث مقاربات قرائيّة: قراءة سياقيّة تضع المشروع ضمن إطاره الثّقافيّ والبلاغيّ، مبرزة دوره في تجديد الدّرس البلاغيّ. وقراءة تأصيليّة تكشف عن جذوره الفكريّة والعلميّة التي تجلّت في العودة إلى نماذج بلاغيّة تراثيّة، منها: النّموذج البياني عند الجاحظ، والنموذج البلاغيّ الثلاثيّ عند السّكاكي، والنّموذج البديعيّ. كما تجلّت في تصوّرات بلاغيّة جديدة منها المعنى التّكليفي والمعنى التّثقيفي، والتّأويل التّقابلي، والاستعارة التّصوّرية. وقراءة نسقيّة تربط بين مقولات المشروع وتصل إلى بناء نسقي متكامل يكشف عن رؤيته التي تتجاوز حدود النّص إلى أفق كوني، يربط بين الإنسان واللُّغة والوجود، مستثمرًا الإرث البلاغيّ العربي مزجا بآليات فكريّة وفلسفيّة حديثة؛ حيث تتّسع البلاغة لتشمل علاقة الإنسان بالكون، وتتحول من سؤال الإعجاز إلى سؤال الإنجاز، أي من الترّكيز على النّص المعجز إلى تفعيل دوره في إنتاج المعنى داخل الواقع الإنساني بما يجعل البلاغة إطارًا لفهم العلاقات بين الإنسان والوجود، وبين الفكر والواقع. وبهذا يمثّل المشروع محاولة لتأسيس نسق بلاغي جديد، يوازن بين الأصالة والمعاصرة، ويقترح آفاقًا أرحب للبحث البلاغيّ تربطه بالعلوم الإنسانيّة والفكر الفلسفي والاجتماعي. وخلص البحث إلى أن مشروع البلاغة الكونيّة يسعى إلى إعادة صياغة البلاغة العربيّة بما يجعلها قادرة على الاستجابة لتحدّيات العصر، وتقديم أدوات لفهم الوجود الإنساني في بعديه النّصي والكوني.

 

 

تجديد البلاغة العربيّة في المملكة العربيّة السعوديّة مشروع البلاغة الكونيّة عند سعود الصّاعدي أنموذجًا.pdf