تهدف هذه الدراسة إلى البحث في ظاهرة اجتماعية برزت في عموم السياقات الخطابية، وفي شعر النقائض على وجه الخصوص، وهي الشهرة بفرعيها: الإشهار والتشهير؛ إذ تبين أن الشهرة تُحيل إلى الانتشار والذيوع وهي حاضرة بشكليها الإشهار والتشهير في النصوص الأدبية؛ حيث ارتبط الأول بسياق الفخر، والآخر تجلى في سياقات الذم، وكلا الآلتين مرتبطة بالوعي والهدف والقيمة وبالوسيلة الإعلامية أيضًا. وتبرز أهمية البحث في استكمال جهود الدراسات السابقة التي ركزت على الخطاب الإشهاري، أو تناولت ظاهرة الإشهار دون التشهير، دون ربطها بالبلاغة في بعدها الإمتاعي والإقناعي. واعتمدت الدراسة منهجًا حجاجيًا يجمع بين الإيتوس، والباتوس، واللوغوس عند أرسطو، وما قدمه بيرلمان في نظريته البلاغية. وارتأينا أن نصوص النقائض مثّلت أنموذجا متميزا صالحا للدراسة والتحليل، وبالتحديد قصيدة جرير (الدامغة) ونقيضتها قصيدة الفرزدق (أنا ابن العاصمين بني تميم) بوصفهما سجالًا شعريًا قائمًا على الإشهار والتشهير، ويتيح إدراجهما في مبحث البلاغة.