يتشكل النص السردي من عناصر عديدة يجب الوفاء بها، وتوظيفها فنيا، ومنح كل عنصر خصائصه ووظائفه لنجاح النص وتحقيق غاياته، وبعضها قد يحدث إشكالا لدى بعض المتلقين؛ لأن طبيعة بعض العناصر قد توهم اقترابا من ذات المؤلف الحقيقية، مثل الشخصية والضمير والتجربة.
يحاول البحث الكشف عن طبيعة هذه العلاقة، ومعرفة مدى التزام الروائي بأدوات السرد الفنية والوعي النقدي بها، واكتشاف المسافة الفاصلة بين الذاتي والفني لديه، وما رؤيته النقدية تجاه هذه العناصر، وكيفية معالجتها عمليا داخل النص؟ وما مصادر هذه العناصر؟ وكيف توافرت لدى مؤلفها؟ السرد بأجناسه المختلفة مثل الرواية والقصة تمثل انتشارا عالميا، وقد سعى البحث إلى النظر في بعض آراء الروائيين في العالم العربي وخارجه تجاه هذه العناصر المهمة، مع التركيز على آراء الروائيين العرب مستعينا بالمنهج الاستقرائي في مؤلفاتهم وحواراتهم، بعيدا عن نصوصهم الإبداعية لكشف التباس هذه العلاقة التي قد تغيب أحيانا بسبب اهتمام الروائيين بتجويد أعمالهم الإبداعية أكثر من تفسيرها.
وقد توصل البحث إلى عدد من النتائج من أهمها : أبدى الروائيون وعيا نقديا بأهمية الأدوات الفنية، والتزاما عمليا في استخدامها لغايات النص، بعيدا عن السطحية في استغلال عناصر ذاتية من شأنها تقويض النص وإفشاله، وإسقاط مباشر للصورة الذاتية لجنس أدبي عماده التخييل، وهدفه بناء عالم مواز جديد.
كما يوصي البحث بدراسة الروائيين الذين لم يسلط الضوء النقدي على آرائهم السردية مثل حسن مطلك، كما يوصي بدراسة مقارنة بين آراء الروائيين العرب وغيرهم من الروائيين في العالم.