تسعى هذه الدراسةُ إلى الكشف عن أبرز الظواهر الأسلوبية في قصيدة "المتنبِّي...كون في ملامح كائن!" للشاعر جاسم الصُّحيِّح وتحليلها؛ حيث اشتملت الدراسةُ على مقدمةٍ وثلاثةِ مباحث؛ تناول المبحثُ الأولُ التناصَّ بأنواعه: الديني، والتاريخي، والأدبي، كما استعرض المبحثُ الثاني ظاهرةَ التكرار بأنماطه المتعدِّدة، أما المبحث الثالث فقد سلَّط الضوءَ على ظاهرة الانزياح بنوعَيهِ: التركيبيِّ والدلاليِّ، ثم خاتمة تضمَّنت أبرزَ النتائج التي توصَّلت إليها الدراسة، ومن أهمِّها: استطاعة الشاعر الصُّحيِّح توظيف الظواهر الأسلوبية في قصيدته بطريقةٍ أسهمت في تكوين سياقات جديدة أَثْرَتْ نصَّه الشعريَّ، كما أظهر قدرةً واضحةً على استحضار الشخصيات القرآنية والأحداث التاريخية من خلال ظاهرة التناص في قصيدته، كما استثمر الشاعرُ قدرتَهُ اللُّغويةَ في توظيف التكرار بأنواعه المختلفة؛ وذلك من خلال تكرار الحروف والكلمات والعبارات؛ مما يُسهم في توليد المعنى، وتكثيف الإيقاع الصوتي، ومِن ثمَّ يحدث التأثير في المتلقي فيشارك الشاعرَ انفعالاتِهِ وأحاسيسَهُ، وقد استخدم الشاعرُ الانزياحَ الدلاليَّ المتمثِّل في: (الاستعارة، والتشبيه، والكناية) مما أضفى رونقًا وجمالًا على القصيدة، ووظَّف الشاعرُ الانزياحَ التركيبيَّ المتجسِّدَ في (التقديم، والتأخير، والحذف) ليدُلَّ على الثروة اللُّغوية التي اكتسبها الشاعرُ، وجعلها مرنةً بين يديه.