هدفت الدراسة إلى تحليل أثر طبيعة الموضوع المكتوب (علمي، ثقافي)، على جودة الأداء الكتابي لدى متعلمي اللغة العربية الناطقين بغيرها، من خلال تصنيف الأخطاء الكتابية (الإملائية والنحوية)، وتقييم البناء التنظيمي للنصوص. اعتمدت الدراسة المنهج الوصفي التحليلي، وشملت عينة من عشر طالبات ناطقات بغير العربية في المستوى المتوسط، طُلب منهن كتابة نصين: أحدهما يعالج موضوعًا ذا طبيعة علمية، مثل: (التقنية)، والآخر يعالج موضوعًا ثقافيًا عامًا، مثل: (مدن عالمية). وقد خضعت النصوص لتحليل مزدوج يشمل جانبين: تصنيف الأخطاء الكتابية إلى إملائية ونحوية، ورصد تكراراتها ونِسَبِها في كل نص، وتحليل جودة البناء الكتابي وفق معايير محددة تغطي الجوانب الشكلية والتنظيمية للنص. أظهرت نتائج الدراسة أن طبيعة الموضوع تؤثر على أداء المتعلم؛ إذ تزداد الأخطاء في الموضوعات العلمية، بينما تبدو الكتابة أكثر مرونة وتنظيمًا في الموضوعات ذات الطابع الثقافي. واستنادًا إلى هذه النتائج، أوصت الدراسة بعدد من التوصيات العلمية، أبرزها: تصميم أنشطة كتابية تراعي تنوع الموضوعات، وتقديم تغذية راجعة موجهة، وتعزيز مهارات التخطيط والتنظيم الكتابي، وربط التعليم بالسياقات الموضوعية المختلفة؛ بما يسهم في تنمية مهارة الكتابة الأكاديمية لدى الناطقين بغير العربية، ورفع مستوى إنتاجهم النصي من حيث الدقة والاتساق والتنظيم.