القراءةُ الشَّعبيةُ المصريةُ للحملة الصليبية السابعة سيرة الظاهر بيبرس نموذجًا

2021
المجلد الثاني
العدد الثاني
مجلة الدراسات التاريخية و الحضارية⁩

لم تكن الحملة الصليبية السابعة على مصر (1248-1250م) بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا ، حدثا عابرًا في تاريخ مصر الإسلامية؛ مما حدا بالمؤرخين المحدثين - في الشرق والغرب على حدٍّ سواء- للقيام بعددٍ كبيرٍ من البحوث والدراسات التي ألقت أضواء كاشفة على هذه الحملة. وقد لوحظ اعتماد جلِّ هذه الأعمال على المصادر التقليدية للتاريخ، وهو ما ترتَّب عليه كثرة التكرار في استخدام المادة العلمية والمعالجة البحثية، مع تشابه في النتائج. ومن هناك لم يكن من السهل إجراء مزيد من البحوث حول الحملة الصليبية السابعة سعيًا للوصول لحقائق جديدة أو تفسير غوامض الأحداث، إلا من خلال اللجوء للمصادر غير التقليدية مثل: كتب السِّيَر والملاحم الشعبية. وتسعى هذه الورقة البحثية لإماطة اللثام عن جوانب جديدة تتعلق بهذه الحملة المفصلية في تاريخ العلاقات بين الشرق والغرب، وذلك بالتنقيب في كتب الأدب الشعبي المصري، للتعرُّف على التفسير الشعبي لحملة لويس التاسع الصليبية، من خلال رصد الدلالات الاجتماعية لعامَّة الناس تجاه الحملة الصليبية السابعة. وتم اختيار السيرة الشعبية للظاهر بيبرس كمصدر أساسٍ لهذه الورقة، بحكم الصِّلة الوثيقة بين السلطان بيبرس وبين الحملة الصليبية السابعة؛ وذلك لدوره الكبير في معركة المنصورة، التي وضعت حدًّا لتقدم الصليبيين في العمق المصري، كما مهَّدت لإفشال الحملة وأسْر الملك الفرنسي، ناهيك عن دور بيبرس البارز في تصفية كثير من المعاقل الصليبية بعد تولِّيه السلطنة عام 658هـ/ 1260م.  ومن خلال مطالعة سيرة الظاهر بيبرس يمكننا رصد عدد من الظلال التي تركتها تلك الحملة في الذاكرة الشعبية المصرية مثل: سبب الحملة، الدعوة للحملة، تكوين الحملة، جغرافية الحملة، الجاسوسية، أحداث الحملة، فنون الحرب، مطاردة الفلول الصليبية، دوْر بيبرس، دور تورانشاه، وأخيرًا دوْر الشعب.

____البحث-الثالث-د.-محمد-فوزي-رحيل.pdf
25
118