موضوع هذا البحث هو نقد لمقال: (منهج الفراء في توجيه بعض القراءات) للدكتور حازم سليمان الحلّي، متضمناً الردّ على صاحب المقال بعدم تقيده بمقتضيات البحث العلمي الرصين، حيث أوغَلَ في الهجوم على نحاة البصرة، مع التقليل من شأن منهجهم، فتم عرضُ نصوص المقال والتوسّعُ في مناقشتها وتحليلها؛ لغرض إنصاف نحاة العربية القدامى، وإعطاء كلّ ذي حقٍّ حقّه، إذ من الشائن عدم إنصافهم. ثم الموازنة بين منهجي نحاة البصرة والكوفة في دراسة النحو العربي وتأصيله ومدّ فروعه، وإثبات أنّ منهج نحاة البصرة كان أثبت وأوثق، إذ اعتمدوا في تأسيس الأحكام النحوية وتأصيلها على الكثير الشائع من كلام العرب الفصحاء، أما الكوفيون فقد تساهلوا في ذلك كثيرا، فبنوا الأحكام على القليل النادر والشاذ، وقاسوا في حال عدم النظير. وتمثّلت منهجية البحث في عرض النصّ المنقود، ثم التعقيب عليه بالتحليل والمناقشة، مع الأدلّة والبراهين. وتوصّلت في المستخلص إلى أنّ نحاة البصرة هم الذين أسّسوا مدرسة نحوية عظيمة، إذ وضعوا الأحكام النحوية وأصّلوها على الكثير الشائع من كلام العرب، أما الكسائي والفراء فلا يعدوان كونهما تلميذين نبيهين من تلاميذ البصريين، وما وضعاه في النحو لا يتجاوز بعض المصطلحات والمسالك، لا يمثّل مدرسة نحوية على الإطلاق. وعليه فينبغي للباحث في التراث التقيدُ بالمنهج العلمي الرصين، الذي يلتزم الحياد والموضوعية، وإحقاق الحقّ، وعدم التعصّب والتحيز.
نقد مقال منهج الفراء في توجيه بعض القراءات) بمجلة كلية الدعوة الإسلامية - العدد ۱۸
المجلد الثالث
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية
.