تناول البحث نتاج الشاعر بدر شاكر السياب، ووقع الاختيار على قصيدة «في السوق القديم»، لدراسة ظاهرة الانزياح المتمثلة في استخدام السياب لها في الشعر؛ فتعالج النصوص وتصنع منها منحنىً شعريًا لتخلق شعرية الانزياح التي قامت عليها فكرة البحث، ولتحقيق ذلك استخدمت المنهج الأسلوبي، ولكي تتحقق إجراءات هذا المنهج ؛ انتظم البحث في أربعة مباحث تناول الأوَّل منها: مفهوم شعرية الانزياح . وتناول المبحث الثَّاني: الانزياح الصوتي في القصيدة. وتناول المبحث الثَّالث: الانزياح التركيبي. وتناول المبحث الرَّابع: الانزياح الاستبدالي. وخرج البحث بنتائج كان من أهمها: يتجلى الانزياح الصوتي في عدة محاور، مثل: بنية العنوان، الإيقاع والروي؛ إذ يتضافر المنحى الصوتي مع الفكرة التي تتناولها القصيدة؛ لتأكيد الدلالات التي يقصدها المتكلم، وقد برز الانزياح الصوتي لدى بدر شاكر السياب، في اختيار عنوان القصيدة، وتنويعه بين الأصوات المجهورة والمهموسة وتوظيفها في مواضعها، فضلًا عن الوزن والقافية؛ إذ لم يلتزم بحرًا بعينه؛ ما عكس واقعًا مأزومًا عاناه الشاعر، كما أن الانزياح التركيبي هو كل ما خالف المعهود من تركيب الجملة، سواء بالتقديم أو التأخير أو الحذف، ويقوم الانزياح الاستبدالي على انزياح الصورة الشعرية بأنواعها المختلفة؛ من حدود الحقيقة إلى الخيال لترسيخ معنى قصد الشاعر إليه في نفس السامع وتأكيده، وتنوعت أنماط الانزياح الاستبدالي لدى الشاعر، فنوَّع بين أنماط الصورة الشعرية من استعارة وتشبيه وكناية؛ وهو ما خدم الغرض العام للقصيدة، ونفَّر السامع من الواقع المزيف الذي تعيشه المدينة، مما يستحيل فيه وجود الحب الصادق للحبيبة أو للقرية التي نشأ بها الشاعر (جيكور).