المستخلص
يعرضُ هذا البحثُ لنونِ النسوة ونونِ جمعِ الإناثِ، وهما متشابهتان في الدلالةِ؛ حيث تتواجدان في اللغة العربية عندما يُرادُ التعبيرُ عن مجموعة الإناث، إلّا أنّ بينهما فرقًا في الأوجه النحوية؛ في الإعراب، والشكل، والارتباطات التي تحيط بهما؛ حيث امتازت نون النسوة بأنّها ضمير له دور في التركيب الإسنادي، وبالبناء على الفتحة في صورة شكلية مفردة، وبمباشرة الأفعال فحسب، بينما تلتصق نون جمع الإناث بالضمائر المتصلة (الهاء، التاء، الكاف)، متحررة بذلك من الاتصال المباشر بالأفعال، وبالأسماء، وبالحروف، وهي مبنية على الفتح في صورة شكلية مشددة، وهذا يدعو إلى اعتبارها حرفًا لا محلّ له من الإعراب. جاء هذا البحث ليتناول نون النسوة ونون جمع الإناث في سورة الطلاق، فيدرس أحوالهما من حيث الوظيفة النحوية، والصورة الشكلية، والوظيفة الدلالية. ويرجى من هذا البحث تلمس الفرق النحوي بين هاتين النونين، والتمييز بينهما في الأوجه المذكورة؛ ليتحقق به الاستعمال اللّغوي السليم.