لقد أدرك المسلمون الأوائل أهمية جزيرة صقلية لكونها محطة تجارية هامة تصب فيها المتاجر من الشرق الإسلامي، وتنقل منها إلى الغرب الأوروبي؛ لذلك حرصوا على مد نفوذهم إليها لتكون ضمن حدود دولتهم الإسلامية. وقد كانت صقلية في معظم تاريخها موقعاً استراتيجياً حاسماً؛ وذلك بسبب أهميتها في طرق التجارة المتوسطية، أيضاً بسبب ما كانت تتمتع به من ثقافة غنية وفريدة في نوعها؛ خاصة ما يتعلق بالفنون والأدب والعمارة واللغة وغيرها، كذلك ازدهار الجانب الاقتصادي نتيجة لتمتعها بخصوبة التربة والمناخ المناسب لزراعة العديد من المحاصيل الزراعية، بالإضافة إلى وفرة المعادن والثروة الحيوانية. كل هذه المقومات ساهمت بشكل كبير في إيجاد علاقات اقتصادية قوية بين صقلية والدول المحيطة بها من دول البحر المتوسط الإسلامية، وذلك في ظل السيادة الإسلامية لها، وهو موضوع هذه الدراسة حيث إنها تُعد من الموضوعات الهامة الجديرة بالبحث؛ لأنها تُعد حلقة ضمن حلقات التاريخ الإسلامي التي لا يمكن إغفالها.
العلاقات الاقتصادية لصقلية بدول البحر المتوسط من القرن الثاني حتى السادس الهجري/ السابع حتى الحادي عشر الميلادي
المجلد الثالث
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية
.
0
98