تتناول هذه الدراسة أثر رحلات الإمام محمد بن إدريس الشافعي – رحمه الله – الذي كانت له إلى اليمن رحلة، والتي تناولها المؤلفون بين مقتضب ومسهب في الحديث عنها، وتعددت الروايات حولها، بل تضاربت بشكل يجعل القارئ في حيرة من أمره حيالها. فما حقيقة تلك الرحلة، أو الرحلات؟ ومتى كانت؟ وما الأسباب الدافعة إليها؟ وما أثرها في حياة الإمام الشافعي العلمية والعملية؟ ثم ما هي النتائج التي أفضت إليها؟ والتي أدت في نهاية الأمر أن يحمل الإمام الشافعي إلى بغداد مقيدا بالحديد، في تهمة من أخطر التهم التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، والتي جعلت الإمام الشافعي يوقن بالموت؟ كل هذه التساؤلات وغيرها هي ما سوف يحاول هذا البحث الإجابة عليها، وسبر غور الحقيقة حولها، من خلال جمع الروايات والمقارنة بينها، ثم التحليل والاستنتاج للوصول إلى أقرب نقطة للحقيقة بقدر ما تسعف به المصادر.