الملخص
يعنى هذا البحث بنظرية "التلقي" عند وولفجانج أيزر والمتعلقة بدور القارئ في تحليل النص. وستستخدم هذه النظرية في محاولة للوصول لقراءات محتملة لقصة " The Transformation" للكاتب الألماني فرانز كافكا. يوضح آيزر في نظريته أن الحياة لا تدب في النص إلا عندما يقوم القارئ بقراءة النص وتحليله الذي يقوم بإعادة تركيب بنيته كمحاولة للوصول إلى معناه الافتراضي. ومن هنا، فإن النص بالنسبة لأيزر عبارة عن هيكل من "عوامل مخططة" أو "فجوات" يقوم القارئ بملئها بالمعنى المقبول. وينتج عن ذلك أن المعنى الأولي الذي يتم التوصل إليه يتم تعديله باستمرار أثناء عملية القراءة. بالإضافة إلى ذلك، فإن قراءة النص تتضمن عملية متواصلة ولا شعورية من تشكيل صور ذات معنى منطقي مرتبطة بالمعنى العام للنص. يوضح البحث من خلال مناقشة قصة "التحول. "The Transformation" أن التوقعات الأولى للمعنى تخضع إلى عملية مراجعة دائمة، فعلى سبيل المثال يوضح البحث أن معنى عنوان القصة والمتعلق بالفكرة الرئيسة، سيتغير بشكل مستمر، إذ أن التحليل المطروح يسعى إلى الكشف عن الفجوات الموجودة ف القصة المسرودة، وإلى محاولة استخدام "دلائل" لملء، تلك الفجوات. فإذا تعاملنا مع المعنى الحرفي المباشر للعنوان سنجد أنه يعبر عن التحول الجسدي للبطل من كائن بشري إلى حشرة ضخمة. ومن ناحية أخرى، فإن قراءة ثانية لدلائل النص توحي بالتحول المجازي للشخصيات الأخرى من كائنات طفيلية معتمدة على البطل إلى أفراد مستقلين. هذا بالإضافة إلى التحول المكاني للمحيط من غرفة مزدحمة يقطنها البطل إلى العالم الخارجي حيث ينعم بالحرية ولكن كجثة هامدة. وهكذا كلما حاولنا أن نخلق علاقة بين عناصر القصة المختلفة (البطل، الأسرة، والمكان) فإننا بذلك نقلص عدد الفجوات الموجودة في النص، ومن هنا يصبح المعنى العام أكثر تجليا.