التنوير وهاجس المعرفة ونشأة الحداثة في تونس: دراسة مقارنة بين إنتاج الفتوى لدى قاسم عظّوم (1523- 1601م) ورهانات البحث العلمي عند رينيه ديكارت (1596- 1650م)

2020
المجلد الأول
العدد الثاني
مجلة الدراسات التاريخية و الحضارية⁩

يرتكز هذا البحث على محاولة نقد مجموعة من الصور النمطيّة حول احتكار أوروبا لنشأة الحداثة المرتكزة أساسا على حشر العالم الإسلامي ضمن عصور وسطى طويلة أو "انحطاط الألف عام". وما استتبع ذلك من محاولة تشكيل وإنتاج أصول خاصّة بالحضارة الغربيّة من خلال ربطها بـ"الأقانيم الثلاثة" التي ارتكز عليها التنوير اليوناني هي "الخير" و"الحقيقة" و"الجمال"، وما استتبع ذلك من ثلاثيّة أخرى وهي التي اعتمدت عليها الحضارة الغربية وهي "الانسان" و"الطبيعة" و"التاريخ". وفرضيّة البحث الأساسيّة هي أنّ المفتي التونسي قاسم عظّوم من خلال منهجه البحثيّ وتقنيات إنتاج معارفه وفتواه لم يكن متخلّفا ومختلفا عن فكر ومناهج بحث رينيه ديكارت عن "الحقيقة". ومن هنا تبرز أهمية دراستنا لزمن عظوم ومقارنتها برينيه ديكارت وهو شخصية معاصرة له تقريبا وتعدّ من أهم مؤسسي الحداثة الغربية. فدراستنا للمفتي ومعارفه وتوظيف منهج الدراسات المقارنة يعدّ أمرا مهما من أجل تغيير زوايا النظر، ومزيد تفهّم خُطاطة نشأة مفاهيم مثل الحداثة والتنوير وعلاقتها بممارسة وإنتاج الفتوى وبالفكر الإسلامي عموما في فجر الفترة الحديثة، فنحن نتحدّث هنا عن محور "التراث الإسلامي وإشكاليّة التنوير".

البحث5_التنوير وهاجس المعرفة.pdf
5
80