تحاول هذه الدراسة أن تبسط الحديث عن ظاهرة الألم في ديوان محمد بن علي الحسون الموسوم بـ"طيور تشكو من الريح" وفق المنهج الوصفي التحليلي، مع الاستعانة بالمنهج النفسي في تحليل بعض مواضع الألم التي أصابت الشاعر، وسببت له بعض الأحزان والآلام والآهات، وكذلك المنهج السيميائي، وخصوصا أثناء الحديث عن عتبات الديوان.
ويسعى البحث إلى الوقوف على مشكلة الألم التي تعد ظاهرة واضحة في الديوان، وهو بذلك يهدف إلى الكشف عما يدور فيه من آلام وأحزان، وتجسيد بروز ظاهرة الألم فيه، فيقف على مواضعه في الديوان، وخصوصا في عتباته، وأشكال حضوره ودواعيه، ووسائل الهروب منه.
ومن أهم النتائج التي تحققت في ختام الدراسة: بروز ظاهرة الألم في شعر الحسون، وذلك في عتبات الديوان المتنوعة بصورة لافتة للنظر، وكان لذلك عدة بواعث ومسببات تتمثل في طغيان حضور المرأة في قلب الشاعر، وتمكنها من تفكيره، والسيطرة على مشاعره وأحاسيسه، وكذلك ألم الغربة المكانية التي اكتوى بنارها، ووحشة الشاعر من الليل وظلمته، ثم فقده لوالديه، وخاصة والدته التي وافتها المنية وهو في غربته. وقد لجأ الشاعر إلى نوافذ عديدة للهروب من آلامه وأحزانه عبر التلذذ بالحديث عن المرأة والتغزل بها، وتسلية نفسه بذكرها، وكذلك وقوف الأصدقاء معه، فقد كانوا سندًا له في غربته، ثم لجوؤه إلى نافذة الصبر والأمل بانفراج آلامه وتحولها إلى آمال وطموحات.