الاستعارة في الخطاب العلميّ: قراءة في الإسقاط الخطاطي على تصوّر العلم في دلائل الإعجاز للجرجاني

2024
المجلد الحادي عشر
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية

  يندرج البحث في إطار الدراسات التي تقارب المعنى من وجهة نظر إدراكيّة تدافع عن الطابع الاستعاريّ واللاواعي والمتجسّد لتصوّراتنا، وتدرس تسرُّب هذا الطابع إلى اللغة من جهة عدم استقلالها عن سائر الملكات الإدراكيّة الأخرى، ومن ثمّ باتت اللغة إحدى أبرز الوسائل المفضية إلى الكشف عن آليّة عملها.

   في هذا السياق تأتي أهميّة عملنا في سعيه إلى اختبار هيمنة الاستعاريّة على الخطاب العلميّ الذي هو مظنّة التجرّد والحقيقة، واخترنا أن يكون مجالُ العمل البحثَ في تصوّر العلم على وجه الخصوص؛ لتقصّي مظاهر انبناء هذا التصوّر على أسس استعاريّة متجسّدة أساسًا، وذلك عبر البحث في التصوّرات الخطاطيّة المكوّنة لتصوّر العلم عند أحد أبرز علماء التراث الذين عنوا بصقل تصوّر العلم عنايتهم بصقل مضمونه، وهو عبد القاهر الجرجانيّ في كتاب دلائل الإعجاز.

   تتمثّل إشكاليّة البحث فيما تثيره العلاقة بين الخطاب العلمي والاستعارة والتجسد من تنافر في الظاهر، وهو تنافر لا تقرّه النظريّة الإدراكيّة للاستعارة، لا سيّما في بعدها الخطاطيّ.

   هدف البحث من وراء ذلك إلى تحديد الأبعاد الخطاطيّة الاستعاريّة المكوّنة لتصوّر العلم في دلائل الإعجاز، ورصد تجلّياتها ونتائجها، ودورها في تحقيق أهداف الخطاب العلميّ.

   انتهى البحث إلى الكشف عن الإسقاطات الخطاطيّة على تصوّر العلم في كتاب دلائل الإعجاز، والخطاطات هي: خطاطة المسار، وخطاطة القوّة، والخطاطة العموديّة، وكل واحدة من هذه الخطاطات أسهمت في خدمة الأغراض العلميّة والتعليميّة في الخطاب العلميّ محل ّالدراسة.

الاستعارة في الخطاب العلمي.pdf