تعمل ثنائية الأنا والآخر كفكرة مركزية مهمة في الشعر العربي المعاصر لما تحتويه من صراع واختلاف تارة وانسجام واتفاق تارة أخرى، حيث عمل النقد الثقافي على تنمية وظيفة الثنائيات المتقابلة والمتضادة لتفعيل الن وإثرائه وإشراك القارص في فك شفرات هذا التعالق. لقد اهتم الشعر المعاصر بالأسئلة التي تدور حول إشكالية الهوية والذات وتشكيل الكيان الإنساني وحاول أن يقدم إجابات ضمنية أو صريحة حيث إن السؤال عن الذات، وماهية الأنا، وكيف تشكلت معالمها، وما مدى علاقتها بالآخر وكيف يساهم في تشكيل هذه الذات، وأهم سؤال متى تكون هذه الأنا فاعلا مؤثرا لا متأثرا دائما، كان هذا هو مدار هذا البحث. ولتوضيح معالم هذه الثنائية اخترنا جدارية "محمود درويش" لما فيها من تجليات متنوعة مغرية للدراسة والتحليل. وركزت في هذا البحث على الدراسات الناصية وآليات الإجرائية من خلال تحليل العتبات النصية والنصوص الغائبة داخل الجدارية، وحاولت الوقوف عند اختيارات محمود درويش الثقافية والدينية والتاريخية والأدبية التي شكلت بؤرة مركزية للنص ، وتحليلها لاستجلاء فاعلية الأنا وعلاقتها بالآخر باعتبارها أساس تشكل الذات وعنصر مكون الهوية، حيث تنطوي القصيدة على مجموعة من الثنائيات تتحدد من خلال معالم الذات المبدعة وتجاربها الحياتية ورؤيتها للوجود.
فاعلية الأنا وعلاقتها بالآخر في جدارية محمود درويش: دراسة تناصية
المجلد الخامس
العدد الثاني
مجلة العلوم الإنسانية
الأنا
الآخر
الثقافة
الرؤيا
الهوية
القناع