يهدف هذا البحث إلى استعراض نظرية الحتمية القيمية في مجال الاتصال، ومعرفة مدى إمكانية تطبيقها في تصميم الإعلان الحديث، حيث نشأت هذه النظرية في الأصل في مجال الاتصال والإعلام. ولتحقيق هذا الهدف تم استخدام الجانب التحليلي من المنهج الوصفي، ومن النتائج التي خلص إليها هذا البحث أن التصميم يعد الواجهة الحقيقية للإعلان التي تمتلك القوة وتحدث التأثير على المتلقين، وبحسب الأبحاث السابقة فإن أغلب التصميمات الإعلانية الحديثة تقدم رسائل سلبية تؤثر على سلوك الإنسان، وأن الهدف الأساس من تصميم الإعلانات هو تحقيق غايات المعلنين دون مراعاة لقيم المجتمع وأخلاقه. ومن تلك النقطة جاءت نظرية الحتمية القيمية بوصفها أحد أهم الحلول التي تتولى الجانب التنظيري لتصميم الإعلان للخروج به من المأزق الخلقي، حيث إن تلك النظرية تبرز القيم العليا باعتبارها أساسا تبنى عليه عمليه الاتصال بكاملها. وقد بينت تلك النظرية فلسفتها على أربعة مصادر هي: المصادر الدينية الإسلامية الممثلة في القرآن والتعليمات التربوية، | والمصادر الفكرية العربية والإسلامية، والنظريات الفكرية الغربية المعاصرة، ونظريات الاتصال والإعلام الحديثة. وبما أن هذه النظرية في مجال الاتصال فهذا يعني إمكانية تطبيقها في مجال تصميم الإعلان الذي يعد أحد مجالات الاتصال الحديثة المؤثرة على الأفراد والمجتمعات. وقد تكون كليات التصميم والفنون والتربية الفنية في الجامعات من المراكز العلمية التي يمكنها تبني تلك النظرية، وإنتاج أعمال في مجال التصميم الإعلاني وفق تلك النظرية، على اعتبار أن الجامعات في الحاضنة الأولى للنظريات العلمية، وعلى اعتبار أنها من أهم الأوعية المؤسسية التي تتبنى القيم العليا وتفعلها وتبتها على مستوى المجتمع الجامعي الصغير وعلى مستوى المجتمع الوطني الكبير.