تطمح رؤية المملكة العربية السعودية 2030 إلى الوصول بالاقتصاد إلى مرحلة التقليل من الاعتماد على القطاع العام والإيرادات النفطية بشكل يضمن الاستدامة والازدهار لذا يقوم المخططون بدراسة الإمكانيات والمعوقات للمواقع ثم وضع خطط لتنميتها ومن ثم إنشاء مناطق استثمارية جديدة. وتشمل منطقة السودة مركز السودة وأجزاء من محافظة رجال ألمع، ويعد مركز السودة الجزء الشرقي من منطقة الدراسة التي حددتها هيئة تطوير السودة، وتتميز بالعديد من المقومات الطبيعة.
تتمثل مشكلة البحث في تقييم الملاءمة المكانية للمناطق الاستثمارية بمنطقة السودة، ورصد التغيرات والتباينات التي طرأت عليها في ظل توجيه التنمية وتركزها في مناطق دون أخرى، فضلا عن سياسة المملكة العربية السعودية التي تبنت برنامج جودة الحياة 2030 الذي يهتم بتحسين نمط حياة الأفراد، وذلك من خلال تهيئة البيئة والاستغلال الأمثل للإمكانيات الجغرافية المتاحة سواء الطبيعية منها أو البشرية.
أظهرت الدراسة آلية لتطبيق منهجية وسائل التحليل المكاني وتقنيات أنظمة المعلومات الجغرافية لدراسة مدى صلاحية المنطقة للتنمية وإقامة المناطق الاستثمارية. وعلى ذلك ركز البحث من خلال مراجعة الأدبيات على إلقاء الضوء على التحليل المكاني من وجهة النظر التخطيطية وربطها بأدوات التحليل المكاني المتوافرة في برمجيات نظم المعلومات الجغرافية من خلال spatial analyst. وتضمن البحث دراسة تطبيقية على المنطقة المختارة واهتم بإجراء تطبيق عملي عليها من خلال بناء النموذج التحليلي لها، واستعراض منهجية التحليل المكاني لها، واستعراض منهجية التحليل المكاني بشكل تطبيقي وباستخدام البيانات المتوافرة لمنطقة الدراسة.
اعتمدت الدراسة على المنهج التحليل المكاني والوصفي والمنهج النفعي في دراسة تخطيط منطقة الدراسة وتم الاستعانة ببعض الأساليب الإحصائية، والتمثيل الكارتوجرافي داخل نظم المعلومات الجغرافية للحصول على المناطق الاستثمارية. وأظهرت الدراسة انخفاض كثافة الطرق الرئيسية في منطقة السودة، والطرق السريعة خصوصا في الجزء الأوسط والجنوبي من منطقة السودة. ويتسم زمن الوصول لمطار أبها بسهولة في شرق وسط منطقة السودة، في حين يزيد زمن الوصول في أطرافها الشمالية والجنوبية والغربية.