ملخَّص البحث
يمثل المفكر الإيراني(علي شريعتي) أحد أبرز المفكرين الذين ساهموا في إثراء وتجديد العصر الحديث، وقد تأسس فكر (شريعتي) على مكافحة حال الجمود والاستبداد، وإعادة بعث الوعي الديني.
وبناء الوعي في فكر (شريعتي) اعتمد على ما عرف بفكر المقاومة، والذي نشط كتيار سياسي في سبعينات القرن الماضي، ومع عودة ثقافة فكر المقاومة إلى الساحة الإسلامية خاصة بعد ما عرف بالربيع العربي، كان من الضرورة - من وجهة نظري المتواضعة– عودة النظر في فكر المقاومة . وذلك لحاجة المجتمعات الإسلامية المعاصرة لعودة الوعي الديني مع الاحتراز من شعارات تسييس الدين.
ويرى (شريعتي) في دعوته إلى عودة الوعي الديني، أن الدين حتى يكون فاعلاً في المجتمع فلابد من تحويله لأيديولوجيا، فكان ذلك مدخلاً لدراسة مدى تأثير الوضع السياسي والحزبي على فكر (شريعتي) وتوظيفه للدين في غير حقله.
وبناء على ما تقدم قدمت عرضاً نقدياً يعتمد على الاستقراء والتحليل والمقارنة أحياناً للأفكار الرئيسية التي قدمها (شريعتي) لبناء الوعي الديني، مع عرض ونقد التناقضات التي اتضحت في بناءه الفكري.
فعلينا قراءة فكر (شريعتي) قراءة حديثة، والاستفادة من فكره في كشف أسباب تخلف المجتمع المسلم، مع التوقف عند دعوته لأدلجة الدين، لنوضح أن الدين أرحب من الأيديولوجيا وأن أدلجة الدين ننقله من حقلة الأساسي كمصدر للأخلاق والقيم؛ إلى الحقل السياسي الضيق .