ملخص البحث
يُعنى هذا البحث بدراسة بعض الشُّبُهات حول مصادر الوحي والرَّدِّ عليها، ويهدفُ إلى ذكر أقوال المستشرقين حول ذلك، واستنتاج أدلَّتهم من خلال أقوالهم للرَّدِّ عليها، ودحضِ الشُّبه الواردة على مصادر الوحي وردِّها، ومعرفة فِرية الغرانيق التي احتجَّ بها المستشرقون، وردِّها روايةً ودراية.
ويمكن إجمال الشُّبُهات التي تناولتها في الأمور التالية:
أولاً: أنَّ الرسول ﷺ أخذ الوحي من اليهود والنصارى.
ثانياً: أنه ﷺ أخذه من مجموعة من الحنيفية.
ثالثاً: أنه ﷺ أخذه من الشيطان.
وقد سلكتُ في هذا البحث المنهج الاستقرائي في سبيلِ جمع المعلومات حول موضوع الافتراءات حول الوحي ومصادره عبر التاريخ، وتحليلِ الشُّبُهات بعد جمعها مع بيانِ قائلها، وذِكر مبنى الشُّبهة باستخراج الأدلة من الأقوال المذكورة.
وتوصَّلتُ إلى عدَّة نتائج، أهمها: إتباع المستشرقين للهوى، والتَّعصُّب للرأي والدين، ورفض الحق البين المدعُوم بالأدلة، واعتمادهم على رواياتٍ وأحاديثَ ضعيفة، أو موضوعة، وبتر النصوص تارة، وتشويه الحقائق تارةً أخرى، كما أنَّ اضطراب آراء المستشرقين حول الوحي يدلُّ على اضطرابهم، وعدم توصُّلهم لرأيٍ مناسب يرضونه ويستقرون عليه، واعتمادِهم الروايات الضعيفة الواهية كما في قصة الغرانيق، وهذه القصة -إنْ صحَّت- فقد وقعت بصورةٍ أخرى غير التي جاءت بها الروايات، وبهذا الرأي قال ابن حجر.
!!!