أخبر الله تعالى عباده أنه جعل نبيه ﷺ قدوة لهم، فكان ﷺ مثالاً ونموذجاً حياً للقدوة الحقة التي يسع الناس أن يتبعوها ويقتدوا بها، في جميع مجالات الحياة.
ومن أوليات ما يدخل في ذلك مجال العلم والتعلم، وعلى رأس العلوم وفي مقدمتها العلم بكتاب الله تعالى وتعليمه للناس.
وهذا البحث يتناول موضوع الاقتداء بالنبي ﷺ في مجال إقراء القرآن، ويهدف إلى الوقوف على هديه ﷺ في إقراء القرآن، واقتداء الصحابة رضوان عليهم به في هذا المجال.
ويتكون البحث من مقدمة وأربعة مباحث، الأول: أمر الله تعالى لعباده بالاقتداء بالنبي ﷺ مطلقاً، والثاني: منهج النبي ﷺ في تلقي القرآن وتعاهده، والثالث: عناية النبي ﷺ بإقراء أصحابه القرآن، ومظاهر ذلك، والرابع: نماذج من اقتداء الصحابة بالنبي ﷺ في إقراء القرآن، ويتلوها خاتمة: وتحوي أهم نتائج البحث، ثم فهرس للمصادر والمراجع.
وكان من نتائجه: أن الاقتداء بالنبي ﷺ يشمل مجال العلم والتعلم، وعلى رأس العلوم وفي مقدمتها العلم بكتاب الله تعالى وتعليمه للناس، وعناية النبي ﷺ بإقراء أصحابه القرآن، وكان لتلك العناية مظاهر عديدة، أبرزها التلقي والمشافهة، والتلقين على وجه الانفراد، والبدء بتعليم القرآن قبل كل شيء، وإرسال المقرئين ليقرئوا الناس؛ واصطفاء نخبة متقنة من الصحابة للتصدر للإقراء، وغير ذلك.