يتناول هذا البحث دور تُجَّار وتجارة السَّرو في استقرار الأسعار ورغد العيش بمكة في العصر المملوكي، حيث إنَّ هذه التِّجارة قائمة على تصدير المواد الغذائيَّة الأساسيَّة إلى أسواق مكة من الحبوب بأنواعها المتعدِّدة، والفواكه المختلفة، والعسَل والزَّبيب واللوز، فضلًا عن الثَّروة الحيوانية والحرف اليدوية مثل: جلود الحيوانات المدبوغة أو المواد العطرية، وغيرها.
وتُعدُّ التِّجارة السَّروية سلَّة غذائية شبه متكاملة للأسواق الحجازية المجاورة عامةً وأسواق مكة خاصةً، وكان لوصول هذه البضائع وكثرتها أجمل الأثر في حل الأزمات الاقتصادية التي كانت تتعرض لها مكة بين الفينة والأخرى.
وممَّا يجدر ذكره أنَّ هذه البلاد مثلها مثل البلاد المنتجة الأخرى التي تمدُّ مكة بالميرة، قد تعرَّضت لأسبابٍ سماوية وعوائق بشرية أسهمت في انقطاع التِّجارة إمَّا جزئيًا أو كليَّا عن التَّصدير إلى الأسواق في بعض المواسم.