تداوليات الخطاب الساخر واستراتيجياته الحجاجية: مقاربة في كتابات الإعلامي السعودي مشعل السديري

2025
المجلد الثاني عشر
العدد الأول
مجلة العلوم الإنسانية

  يُعدُّ الخطاب الصحفي الساخر خطابًا جماهيريًّا ينتشر في المجالين العام والخاص، ويهدف إلى أن يكون غير متجانس، وتفاعليًّا، من خلال جعل القارئ/المستمع يسهم في النقاش الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي الذي يضعه للتداول. إن قضايا ورهانات التحليل التي نقوم بها للخطاب الصحفي الساخر تعتمد على وجهة نظر تجريبية وتكشف عن منطقين: منطق اقتصادي وسياسي وثقافي يتعلق بالتجربة المشتركة بين أفراد المجتمع الواحد، ومنطق لساني / تداولي يتعلق بإنتاج سياقات وملفوظات تنتظم حول النشاط الإنساني الذي يعمل على بناء معانٍ اجتماعية.

    تنشئ هذه الحقيقة الاجتماعية علاقة مع القارئ من خلال تقديم المعطيات الأساسية التي يستدعي من خلالها الصحفي الساخر معجمًا خاصًّا، ويوظف استراتيجيات خطابية تمنح خطابه مدلولات إقناعية.

     والسخرية واحدة من هذه الاستراتيجيات الأسلوبية التي تتمتع بقدرة كبيرة على تغيير وجهات النظر، والتأثير في آراء القراء، وتبين الكلمات في الكتابة الساخرة النموذجية شيئًا آخر غير ما هو موضوع لها في الأصل، وبتعبير أدق فإن الكاتب الصحفي الساخر يريد التعبير عن فكرة، أو حكم، أو حقيقة، عن طريق تعبير لغوي يوضح عكس ذلك، أو على الأقل ينقل محتوى مخالفًا لما يفترضه، فيهدف الصحفي الساخر إلى جعل الفكرة التي يتمسك بها مقروءة، ولكن من خلال "تمويهها" وراء عبارة تتعارض معها؛ وهذا ما ستحاول هذه الدراسة مقاربته في كتابات الإعلامي السعودي مشعل السديري الساخرة من الناحيتين التداولية والخطابية، ويهدف اختيار مثل هذا المتن إلى مقاربة البنية التداولية للنصوص السعودية الساخرة من خلال تحليل لفظي وحجاجي، أولا، ودراسة الخطاب بوصفه علاقة اجتماعية ثانيًّا.

السخرية منسقا_merged.pdf