تطرق البحث إلى بيان أثر مذاكرة أئمة الحديث، سواء بعضهم مع بعض أو مع من نبغ من تلاميذهم في ضبط أسماء الرواه. لما لهما من أثر كبير في تعيين أسماء الرواه، وكشف العلل المختلفة المتعلقة بها.
حيث ذكرت في المبحث الأول مفهوم المذاكرة، ثم بينت أن المذاكرة المقصودة في هذا البحث هي مذاكرة الأئمة بعضهم مع بعض أو مع من تميز من تلاميذهم فقط، وهذا بدوره اقتضى إلى أن أشير إلى الهيئات المختلفة لمثل هذا النوع من المذاكرة، إذ قد تأتي على صورة محادثة، أو صورة مدارسة، أو صورة سؤال وجواب، وهذه الصور المختلفة إن دلت فإنما تدل على شدة اهتمام المحدثين بمذاكرة الحديث في أحوالهم المختلفة.
وأحد وجوه ضبط الحديث عند المحدثين ضبط إسناده، ومن صوره ضبط أسماء رجاله. وهذا ما أشرت إليه في المبحث الثاني، حيث ذكرت عناية المحدثين بمذاكرة أسماء الرواة وتتبعها وضبطها، لما يقع فيها من الخطأ والتصحيف والتدليس وغير ذلك، من خلال استعراض نماذج تطبيقه تم فيها تصويب أسماء سبعة عشر راوياً إما عن طريق بيان الخطأ الذي وقع فيها أو من خلال تعيينها بحسب ما يظهر للمحدثين من قرائن تتعلق بها.
الكلمات المفتاحية: مذاكرة، الأئمة، المحدثين، ضبط، الرواة.