المجلد التاسع عشر
العدد السادس
مجلة العلوم الشرعية والدراسات الإسلامية
الفحم النشط
في ظل ظهور أكل الفحم بين فئات المجتمع المختلفة، وإقبال بعض الناس على تناوله، ودخوله في بعض الأدوية الحديثة؛ جاء هذا البحث لبيان حكمه الشرعي من حيث أكله، والتداوي به.
وقد تضمن البحث المراد بالفحم، وأنواعه، وبيان الفرق بين الفحم النشط وغير النشط، والنوع الذي استعمل في الأكل والعلاج، وبيان الأصل في الأطعمة، ومشروعية التداوي، وبيان حكم استعمال الفحم في الأطعمة، والأدوية، وحكم الضرر الناتج منه، وما يمكن أن يغتفر منه لأجل التداوي.
مشكلات البحث وتساؤلاته:
- هل الفحم يؤكل؟ وهل يترتب على أكله ضرر؟
- ما حكم الفحم من حيث الطهارة والنجاسة؟ وما حكم أكله؟
- هل يدخل الفحم في التداوي؟ وما الأمراض التي يسهم في علاجها؟
- ما حكم التداوي بالفحم؟
أبرز نتائج البحث:
- الأصل في الأطعمة الإباحة، ولا يحرم منها إلا ما دل الدليل على تحريمه بدلالة النص، أو قواعد الشريعة الكلية، أو مقاصدها المعتبرة.
- دل الشرع على تحريم أكل ما فيه ضرر، سواء لحق الضرر البدن أو العقل، وسواء كان المأكول من مصدر حيواني، أو نباتي، أو جماد.
- الفحم طاهر أيًا كان مصدره.
- مناط الحكم في أكل الفحم هو الضرر، وتحديد الضرر وكمية ما يضر عائد إلى أهل الخبرة من الأطباء ونحوهم.
- يتحقق الضرر بأكل الكثير من الفحم العادي، فيحرم تناول القدر الذي يضر منه، وأكل اليسير منه محتمل الضرر، فأقل أحواله الكراهة، أما الفحم النشط فقد ثبت عدم ضرر أكله فيباح؛ تبعًا للأصل، ولزوال علة التحريم والكراهة، وهي: الضرر.
- يباح تناول الفحم للتداوي، لمشروعية التداوي في الأصل، ولثبوت فاعليته في علاج بعض الأمراض والمشاكل الصحية، وتخفيفها.
- يباح كتابة آيات من القرآن الكريم بالفحم، والتداوي بشرب مائها.
- الضرر اليسير المترتب على التداوي بالفحم لا بأس به؛ ارتكابًا لأخف الضررين لإزالة أشدهما.
- شمولية الشريعة الإسلامية، ويسرها، فلم تمنع من الانتفاع بالمباحات، والأكل من الطيبات، ولم تأذن بما يضر من الأطعمة والأقوات.