يتناول البحث تأثّر مباحث علوم الحديث بتقريرات بعض علماء أصول الفقه المتأثرين بعلم الكلام، حيث قام جمع من المحدثين بنقل هذه التقريرات إلى كتب علوم الحديث، ثم تتابع الناس على ذلك، مما يستدعي معالجة هذه الإشكالية التي غلب عليها التسليم عند بعض طلبة التخصص، والأعظم تأثير ذلك على الحكم على الحديث وقبول ما يخالف ما قعدّه المتقدمون من أئمة النقد، وكانت بدايات هذه الظاهرة من القرن الخامس، ثم تأصلت لدى المتأخرين، ويكفي بروز هذه الظاهرة في كتابين مشهورين لدى المتأخرين وهما كتاب علوم الحديث لابن الصلاح وكتاب نزهة النظر لابن حجر العسقلاني، وتتضح هذه الظاهرة بجلاء في تناول علماء المصطلح لمسائل المتواتر والآحاد! والبحث يؤكد ضرورة الاكتفاء بما قرره علماء النقد المتقدمون لمسائل علوم الحديث التي تعتمد على آلية لديهم في جمع الطرق والاستقراء وضوابط لقبول الحديث ورده بعيداً عن قواعد دخيله على الفن ومن غير أهله.