يقف الحداثيون من معجزات الأنبياء عموما ومعجزات نبينا محمد ﷺ خصوصا موقف الإنكار، وكان المهندس شحرور ممن تبنوا هذا الموقف الانكاري ضمن مشروعه الحداثي الذي حظي بدعم مؤسساتي وهالة إعلامية أسهمت في ترويج أفكاره التي وجدت قبولا لدى اللادينين وشريحة من الشباب المغررين بشعارات البحث العلمي والموضوعية والتجديد ومسايرة تطورات العصر.

وقد تناولت في هذه الدراسة بيان حقيقة موقف شحرور من المعجزات والكشف عن أصوله ومصادره ومنهجيته التي سلكها في إنكار المعجزات، واستخدمت في دراستي المنهج الاستقرائي الاستنباطي من خلال جمع مصطلحاته المتعلقة بالمعجزات بأنواعها، وتتبع معتقداته الخاصة بمعجزة القران الكريم والمعجزات الحسية مع نقد وتقييم منهجه النقدي للمعجزات.

 وتوصلت هذه الدراسة لعدة نتائج أهمها: أن موقفه النقدي للمعجزات ليس وليد البحث العلمي بقدر ما هو اجترار لآراء الفلسفة المادية ونسخة محدثة للطرح الاستشراقي الذي استهدف الإسلام وأصوله ومصادره تحت شعار القراءة المعاصرة والتجديد والروح النقدية. وكذلك أن مشروعه التجديدي يتضمن إشكالات جوهرية علمية ومنهجية عرضت مشروعه للنقد الحداثي قبل الإسلامي.