ملخص البحث
اهتم الأئمة بشرح (صحيح البخاري)، والوقوف على مختلف مواضيعه وجوانبه، والدفاع عنه، وعن رواته والترجمة لهم، وإظهار جلالته، وفقه مؤلفه، ودقته، واختلفت مناهجهم، وتنوعت أساليبهم، في شرحه وعرضه، لذا وقفت على أربعة شروح لأشهر من شرحه شرحا كاملا، وهي: الكواكب الدراري، وفتح الباري، وعمدة القاري، وإرشاد الساري، فهي موسوعات حديثية، فقهية، لغوية، ثم جمعت بينها؛ الأقارن بين مناهجها من بداية الكتاب) حتى (كتاب الإيمان /باب من قال إن الإيمان هو العمل).
فوقفت على اختلاف الشراح في: طريقة عرضهم للشرح والنقل، وتناولهم للمسائل الحديثية ، والفقهية والأصولية، واللغوية، وعرضهم للفوائد، وتعرضهم لتراجم الأبواب والرجال والأسانید، فوجدت بينهم اختلاف في المنهج واتفاق في المقصد وهو التبسيط والتوضيح لطالب العلم، فالكرمان تبخر في اللغة وأكثر النقل عنه من بعده وإن تعقبوه، وابن حجر اقتصر على ماتمس إليه الحاجة واستفاد كثيرة ممن سبقوه، والعيني أسهب في الرجال والأسانيد وغلب على فقهه میله للمذهب الحنفي، أما القسطلاني فجمع من الشروح التي سبقته، ولخص ماجاء فيها في شرحه، وزاد عليها من علمه، معتمدة النسخة اليونينية في ضبطه للحديث.
وخصلت إلى أن عملهم بمافيه من اختلاف في الطريقة والمنهج يكمل بعضه بعضا ليحقق المقصد، وهو الفهم الأكبر للحديث الشريف، ونشر علمه بين طلابه، والوقوف على مسائله، فلا يمكن الاستغناء عن أحدها بالآخر، ولكن بالجمع بينها تكمل الفائدة، ويحصل المقصد.