ملخص البحث
الحمد لله الهادي إلى الصراط المستقيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأّله
وصحبه أجمعين، وبعد :
فقد تعرضت السنة النبوية الشريفة لهجوم مكلف من قبل كثير من المستشرقين وبخاصة في القرنين التاسع عشر والعشرين من أمثال مونتجمري وات . ONTAGOMERY WAIT ، وهاملتون جيب H.GIBB.، ولامينز L AMMENS»وتريتون TRITON،وفريلاند أبوت . FREELAND ABOTE. وغيرهم من المستشرقين. وانصب هجوم هؤلاء المستشرقين في معظمه على أساليب المحدثين في تدوين السنة الشريفة وتوثيقها ليوهموا المسلمين أن المحدثين لم يهتموا بأسانيد الحديث إلا في النصف الأخير من القرن الثاني للهجرة. وادعوا أن نقد الرجال وتتبع أحوالهم نشأ ي القرن الثالث الهجري ، وأن المحدثين لم يتحروا الدقة والموضوعية عند نقدهم لرجال السند ، كما أنهم لم يلتزموا بالقوانين التي أدعوا ابتكارها لضبط الحديث وتوثيقه ، وغير ذلك من التهم. فهل حقا بدأ التحري عن أسانيد الحديث النبوي الشريف في النصف الأخير من القرن الثاني كما يزعم بعض المستشرقين؟
وهل وضع المحدثون مناهج دقيقة وقويمة لتمحيص أسانيد الحديث النبوي الشريف ؟ وإلى أي مدى قام هؤلاء المحدثون بالالتزام بتطبيق هذه المناهج في توثيقهم السنة ؟ وما هي النتائج التي ترتبت على ذلك فيما يتعلق بحفظ السنة وصيانتها من العبث ؟
للإجابة على هذه الأسئلة وأمثالها ، وإحقاقا للحق ودحضا للباطل . وتفنيدا لهذه الشبهات التي أثارها المستشرقون فإن الكاتبة سوف تحاول في هذا البحث الموجز بإذن الله مناقشة موضوع أساليب المحدثين العناية بأسانيد الأحاديث تيعا لترتيب الموضوعات التالية ؛
أولا : استعراض بعض التهم التي أثارها المستشرقون حول الأساليب، التي اتبعها المحدثون في العناية بسئد الحديث.
ثانيا : أسباب نشأه علم الإسناد وتطوره .
ثالثا : المنهج الذي اتخده المحدثون للعناية بسند الحديث .
رابعا: بعض النتائج التي ترتبت على عناية العلماء بسئد الحديث .
خامسا: الرد على الشبهات التي أثارها المستشرقون حول عناية العلماء، بسئد الحديث .
سادسا: الخاتمة .